كشف البروفيسور طارق الحبيب؛ في زاويته الرمضانية بعنوانها الكبير "التطوع"، الأرقام السرية -كتعبير مجاز- التي من خلالها يتمكن الشاب أو الشابة من التطوع في المجتمع المنغلق.
يقول "الحبيب": "إذا كنت في مجتمع مغلق فهل ترى أن التطوع مناسبا أم لا؟! لدينا هنا ثلاثة أركان، أولها: ما شخصيتي؟! هل أنا انطلاقي أم انطوائي، أم شخصية قلقة أم ناقصة الثقة أم نرجسية ربما؟ ثانياً: ما نوع العمل التطوعي؟ ثالثاً: هو البيئة والمجتمع "بيئة مغلقة".
وتابع: "أبدأ بنفسي مَن أنا؟ وما سمات شخصيتي؟ فأبحث عن العمل التطوعي الذي يناسب سماتي ولا يتعارض مع طبيعة مجتمعي المغلق، بهذه الطريقة سيُحترم عملي التطوعي ولكن هب أني تطوعت في شيء لا يحبه مجتمعي المغلق ولكني أراه مميزاً، كتقديم خدمات رياضية للمرضى مثلاً فلربما مجتمعي انتقدني في ذلك".
وأردف: "بعض المجتمعات المغلقة ولو كانت متدينة مثلاً لا تعترف إلا بالعمل التطوعي الديني، وهذا عمل مبارك وعظيم، ولكن ربما أنا كشاب منطلق عندي أفكار وطنية للتطوع فلربما صار خلاف بين ذلك المجتمع الصغير وبين أفكاري التطوعية، وفي الحقيقة لا خلاف بين الاثنين، ولكن طريقة تقديم نفسي لذلك المجتمع المغلق أو شخصية ذلك الشاب الانفتاحي هي التي سببت المشكلة، لكن في الواقع أن ذلك المجتمع المغلق وذلك الشاب المنطلق حريصان على الخير ومحبان له.. ولكن نطاق التلاقي قد فقداها لأنهما بحثا عن قشور علاقاتهما ولم يبحثا عن لبها فلم يستطيعا أن يقدما المادة المناسبة".
وأوضح: "من هنا بدأ يحصل الانتكاس والخلاف بين الفرد المنطلق وبين المجتمع المغلق، والعكس أيضاً فلو كان إنساناً مغلق التفكير في مجتمع انطلاقي سيفرض عليهم الوجهة الشخصية المنغلقة في الأعمال التطوعية ويحدد التطوع بشكل معين لا يقبله ذلك المجتمع المرن الانفتاحي، والانفتاحية هنا ليست انفتاحية على الباطل وإنما انفتاحية في تلون وتعدد أنواع العطاء في ذلك المجتمع".
واختتم "الحبيب"؛ قائلاً: "لذا إن أدركت الأركان الثلاثة.. طبيعتي.. وطبيعة المجتمع.. وطبيعة العمل التطوعي.. وناغمت بينها فإن ذلك يطيل عمر التطوع ويرتقي به ويزيد من تنوعه، ولكن إن لم أصنع ذلك التناغم الثلاثي لربما كان التطوع وبالاً عليك أو تكون أنت وبالاً على التطوع ووبالاً على المجتمع الذي كان ينتظر منك شيئاً أجمل لم تتقنه لأنك لم تفهم الأبعاد الثلاثة".