تُرى مسؤولية من أن يصل الوضع بنا إلى هذا الحد، هل هو الفقر؟؟ أو الفاقة؟؟ نحن من أغنى دول العالم ومن أفضلها دخولاً، وربما تكون سلعنا الغذائية هي الأرخص على مستوى العالم أجمع، من خلال مقارنتها بجميع الدول التي أتيح لي زيارتها. فلا مجال البتة للمقارنة، وتعدادنا السكاني لم يصل للرقم الصعب الذي يجعل منه متغيرًا تابعًا وينبغي دراسته بشكل مستقل وبفروض قابلة للقياس والاختبار وإعادة الاختبار، والبطالة المقنعة لدينا تتفوق على البطالة المعلنة، ولا عذر لشاب لا يريد العمل بحجة ما يحمله من شهادات، فلو كان مؤهلاً لتقاتلت عليه مؤسسات القطاع الخاص، وبأعلى الرواتب والمزايا، أما إن كان من حملة شهادة والسلام، فعليه قبول أنصاف الحلول، فالمملكة العربية السعودية استوعب سوق العمل فيها عشرة ملايين وافد من عشرات الدول وفي مختلف التخصصات، وبالتالي لن يعجز عن استيعاب أبنائه متى كانوا جادين، وملتزمين بما يوكل إليهم من أعمال - وهمسة في أذن كل أب وأم عاملين، لا توهموا أبناءكم بأنكم قادرون على الصرف عليهم من رواتبكم، مما يجعلهم يزهدون في كل الفرص المتاحة أمامهم للعمل، فلن تدوموا لهم، وهذه سنة الله في خلقه، يومًا ما سترحلون وجميعنا راحل لا محالة، فلا ينبغي أن نترك أبناءنا يتذوقون مرارة التفريط في فرص العمل اعتمادًا على راتب الأب والأم، ورحلة الألف ميل تبدأ بميل، وكل ناجح بدأ من الميل الأول - ولذلك من المستغرب أن تبرز لنا مشكلة العنوسة، ففي دول أخرى ترجع المشكلة إلى البطالة، وتدني الأجور مما يصعب على الزوج الإنفاق ومواجهة أعباء الحياة. وبالتالي تجد الرجل يعزف عن الزواج إلى حين ميسرة، ومن يدفع الثمن هنا هو المرأة، فتتوالى عليها السنون من دون زواج حتى تصل إلى سن متقدمة ومن ثم تصنف على أنها عانس، وتبدأ فرصتها بالزواج من رجل عازب لتبدأ معه حياة جديدة تقل وقد تنعدم، ومن ثم ليس لها إلا الانتظار أو القبول برجل متزوج أو أرمل، وهذه هي حقيقة الوضع الذي كشف عنه النقاب أخيرًا.