
بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، الذي يصادف الأول من أكتوبر كل عام، أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين أن هذه المناسبة تمثل محطة مهمة للتذكير بمكانة هذه الفئة الغالية في المجتمع، فهم أصحاب الخبرة والتجارب الذين قدموا من أعمارهم وجهودهم ما يستحق أن يقابل بالعرفان والاحترام والرعاية الشاملة.
وأشار حسين إلى أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تكشف أن عدد كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً سيصل إلى أكثر من 1.4 مليار شخص بحلول عام 2030، وسيتضاعف إلى 2 مليار شخص في عام 2050، وهو ما يعكس تحولات ديموغرافية كبرى تتطلب استعدادات صحية واجتماعية متكاملة. أما في العالم العربي، فتُظهر الدراسات أن نسبة من تجاوزوا 60 عاماً تشهد نمواً ملحوظاً، حيث يُتوقع أن تشكل هذه الفئة ما يقارب 15% من السكان بحلول 2050.
وأوضح أن التحديات الصحية التي تواجه كبار السن تتمثل في الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب والشرايين، إضافة إلى مشاكل التوازن والسقوط. كما تبرز أمراض الذاكرة والتدهور الإدراكي مثل الخرف والزهايمر، والتي تعد من أكثر ما يقلق الأسر.
وبيّن أن من أبرز الأمراض انتشاراً بين هذه الفئة خشونة المفاصل، أو الفصال العظمي، الذي يتسبب في آلام وصعوبة حركة نتيجة تآكل الغضروف، إلى جانب هشاشة العظام التي تجعل العظم هشاً وضعيفاً، ما يعرضه للكسر حتى مع الإصابات البسيطة.
وتابع حسين: "الاهتمام بكبار السن لا يجب أن ينحصر في الصحة الجسدية فقط، بل يتعداها إلى الجانب النفسي والاجتماعي"، لافتاً إلى أن العزلة والشعور بالوحدة من أبرز ما يواجه هذه الفئة، حيث تشير تقارير دولية إلى أن العزلة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والأمراض المزمنة وتؤثر سلباً على متوسط العمر المتوقع.
وأكد أن دور الأسر محوري في الرعاية، من خلال المتابعة الطبية والفحوصات الدورية، وتوفير غذاء صحي متوازن، وتشجيعهم على ممارسة النشاط البدني البسيط، إلى جانب توفير بيئة منزلية آمنة، ومنحهم وقتاً للحوار والمشاركة في القرارات الأسرية والأنشطة الاجتماعية.
وشدد حسين على أن الاهتمام بكبار السن واجب أخلاقي ومجتمعي قبل أن يكون مطلباً صحياً، مبيناً أنهم "ليسوا عبئاً على المجتمع، بل ثروة إنسانية يجب تكريمها والاستفادة من خبرتها".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن اليوم العالمي لكبار السن ليس مجرد مناسبة سنوية، بل دعوة متجددة لترسيخ ثقافة الرعاية والاحترام عبر سياسات صحية واجتماعية مستدامة، مشيراً إلى أن "الاهتمام بكبارنا اليوم هو استثمار لمستقبلنا جميعاً".