
يتساءل مرضى الكلى، كثيرًا عما إذا كان صيام شهر رمضان يزيد في مرضهم؟ وهل عليهم الإفطار برمضان باعتبارهم أكثر الأشخاص تأثرًا بنمط تغذيتهم؟
يجيب على تلك التساؤلات رئيس وحدة الكلى بمستشفى رعاية الوطني الدكتور أحمد هلال، لـ"سبق" ويقول: "بشكل عام، مرضى الكلى ليسوا مضطرين للإفطار في جميع الحالات، والكثير من المرضى ذوي الحالة الصحية العامة الجيدة والمستويات المستقرة من وظائف الكلى يمكنهم الصيام دون مشكلات، بشرط الانتظام الدقيق على خطة العلاج الدوائي وبرنامج التغذية الصحية".
وأضاف: "يمكن أن يتعامل مرضى حصوات الكلى مع الصيام بأمان من خلال اتباع الإرشادات التالية:
- تجنب التعرض لشمس النهار لفترات طويلة.
- الانتظام على أدوية تفتيت الحصوة.
- تقليل الملح في الطعام.
- تعويض السوائل المفقودة جيدًا في فترة ما بعد الإفطار.
- تجنب بعض الأكلات التي قد تساهم في زيادة تكون الحصوات لاحتوائها على أوكسالات مثل: البنجر، السبانخ، الفراولة، المكسرات، الشوكولاتة، الشاي، نخالة القمح.
وتابع قائلاً: "يرتبط مرض الكلى بالعديد من المشاكل الصحية التي تختلف شدتها وأعراضها من شخص لآخر، وتشمل حصى الكلى وأمراض الكلى المزمنة مثل: القصور الكلوي والفشل الكلوي وغسيل الكلى، وتشمل أمراض الكلى أيضًا المغص الكلوي، وغالبًا ما يطرح في شهر رمضان من كل عام سؤال هل يمكن الصيام لمريض الكلى أو المسالك البولية خاصة وأن فترة الصوم تزيد عن الـ 15 ساعة؟
وقال: "قد لا يشكل صيام رمضان مشكلة كبيرة لمريض حصى الكلى ولكن بشرط أخذ الاحتياجات الكافية من السوائل حتى لا يصاب بالجفاف الذي قد يزيد من الترسبات والمغص الكلوي".
ونصح قائلاً: مهما كانت حالة المريض صعبة عليه اتباع الخطوات التالية:
قبل البدء بالصوم، على المرضى استشارة الطبيب المعالج والطبيب المختص بأمراض الكلى، بخصوص ما إذا كان يجوز لهم الصوم من الناحية الطبية، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها خلال الصوم.
يجب معرفة كيفية التصرف خلال الصوم، وخاصة كل ما يخص تجنب مشكلة الجفاف.
وأضاف الدكتور "هلال": يسمح للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى في رمضان غالبًا بأن يمتنعوا عن تناول الطعام، لكن يجب تجنب الجفاف، الذي قد يؤدي إلى إلحاق ضرر حاد بأداء الكلى، كما لا يجوز لهؤلاء المرضى أن يصوموا عن الطعام بشكل تام، بما في ذلك الامتناع عن الشرب، من دون موافقة الطبيب المعالج، إذ يتعلق القرار الذي يتخذ بشأن ذلك، بنوع المرض الكلوي وأداء الكلية والأدوية الثابتة التي يتناولها وغيرها.
وأكد ضرورة مواصلة تناول الأدوية الثابتة خلال فترة الصيام بالتأكيد، ومواصلة تناول الأدوية وفقا للتعليمات العادية، أي مع الأكل والشرب بكمية كافية، وشرب كمية كبيرة من الماء لا تقل عن لترين إلى ثلاثة لترات مع مراعاة توزيعها من الإفطار إلى السحور، والحرص على أخذ وجبة السحور قبل الإمساك بقليل تجنب الأغذية المملحة أو الغنية بالصوديوم.
وأوضح الدكتور هلال، ما يجب على المريض تجنبه قائلاً: "تجنب الأغذية التي قد تزيد من الترسبات في الكلى أو مجرى البول مثل الأوكسالات oxalate، والمصادر الغنية بالكالسيوم، واعتماد نظام غذاء صحي متوازن مع الحرص على ضبط كميات البروتين، بحيث لا تتجاوز ما هو مسموح، تجنب التعرض لأشعة الشمس في النهار والقيام بأي مجهود بدني قد يساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم، ويستوجب قرار الصيام لمرضى الكلى استشارة الطبيب الذي يمكنه إقرار قدرة المريض على الصيام من الناحية الطبية أو لا.