يرفض الكاتب الصحفي صالح عبدالله المسلّم؛ تمييز الأجنبي في التوظيف بالمناصب القيادية في أغلبية الشركات والمناصب والمشاريع، بحجة أن السعوديين والسعوديات لا يملكون الخبرات الكافية، ولا اللغات التي تُؤهلهم، معتبراً أن السبب هو "عقدة الخواجة" التي أصابتنا، ومطالباً بمنح "ابن البلد" فرصة تولي المناصب القيادية وتقديم الدعم له، لافتاً إلى فشل معظم برامج "التوظيف والتوطين والتمكين".
المناصب القيادية للأجنبي
وفي مقاله "التوظيف.. الأجنبي يفوز!" بصحيفة "المدينة"، يتساءل المسلّم؛ مستنكرا "هل فعلاً السعوديون والسعوديات لا يملكون الخبرات الكافية، ولا اللغات التي تُؤهلهم لاعتلاء مناصب قيادية في أغلبية الشركات والمناصب والمشاريع؟ أم أن (عقدة الخواجة) أصبحت ظاهرة لدى هؤلاء، وأن الأجنبي رُبما يُقدمّ لهم ما يعجز ابن البلد عن تقديمه؟! .. وإذا كانت هذه النظريات صحيحة، فإلى متى تظل هذه النغمة وإلى متى يظل هاجس الخبرات واللغة أمام بناتنا وشبابنا؟.. وهل أصبحت شمَّاعة يُعلّق عليها أنصار الوافد ومُعززو وجود الأجنبي؟".
"ابن البلد" قادر على الإبداع
ويعلق المسلّم قائلاً "الحل إذاً.. هل نُقنع أصحاب المشاريع، وأصحاب القرار أن «ابن البلد» قادر على الإبداع والتميّز والإنتاج.. فقط أعطوه فرصة.. أم نقنع أصحاب القرار أن التدريب والتعليم أساس لنجاح الأمم ونهضتها، وأنه لا بُد من تعزيز «ثقافة التدريب» وكسب الخبرات حتى يكون لدينا بعد خمس وعشر سنوات سعوديون وسعوديات قادرون على تولي زمام الأمور".
"لا تحارب أبناء بلدك"
ويطالب المسلّم؛ القيادي السعودي بألا يحارب أبناء بلده، ويقول "النُقطة المُهمة جداً هي دعم مَن تولّى منصباً ومركزاً من السعوديين أن يُبادر إلى دعم أبناء البلد وبنات البلد وألا (يحاربهم) ويبحث من خلال الأجنبي وخبرات الشركات الأجنبية عن (نجاحه الخاص) الوقتي فقط..! عليه بالدعم ووضع خطط وبرامج تُعزز من هذا المفهوم".
علينا أن نعترف
وعن برامج التوطين يرى المسلّم أن "علينا أن نُدرك أن (خطط التوظيف) مازالت تحبو، ومازالت تعود للمربع الأول، وعلينا أن نقول بصوت عالٍ لمصلحة الوطن (إن برامج التوطين) فشلت، وإنه يجب علينا إعادة النظر فيها كاملة بدلاً من الاستمرار في التعنّت وهدر الأموال وضياع الوقت، ويأتي وزير جديد يهدم كل ما حاولتم إيجاده، ويبدأ من جديد -كما هي العادة- بعيداً عن العمل المؤسساتي الناجح".
وينهي الكاتب قائلاً "علينا الاعتراف بأن برامج (التوظيف) و(التوطين) و(التمكين) برامج هشّة لا تليقُ بالبلد ولا بأبناء البلد، علينا القول إن أغلبية مشاريع وزاراتنا يتولاها أجنبي وتُدار من قِبل (الوافد الأجنبي)، وعلينا الاعتراف بأن أغلبية برامجنا في مجال القضاء على البطالة فشلت، وأن الاعتراف سيد الحلول، وليس بعارٍ ولا عيب أن نقف ونرى ما الحلول الناجحة لإيجاد (بيئة عملية علمية) مُنتجة قادرة على مواكبة الآمال والطموحات؟".