يرصد الكاتب الصحفي عبدالرحمن المرشد أحد الأمور السلبية التي تكثر في مساجدنا، خاصة في "صلاة التراويح" أثناء شهر رمضان المبارك، عندما يصطحب الآباء أطفالهم إلى المساجد، ثم يتركونهم يسرحون ويمرحون دون رقيب بين المصلين؛ فيشوشون على الناس في صلاتهم، ويُربكونهم، ويقطعون عليهم تركيزهم في الصلاة والدعاء والصلاة، متمنيًا وضع اسم الطفل المشاغب في لوحة خاصة داخل المسجد؛ حتى يرتدع ولي أمره.
ففي مقاله "الأطفال المزعجون في المساجد" بصحيفة "اليوم" يقول "المرشد": "جميل جدًّا أن نقوم بإحضار أطفالنا إلى المساجد لأداء الصلاة؛ وذلك بهدف تعويدهم على هذا الركن بالغ الأهمية من أركان الإسلام، وكذلك حتى تصبح الصلاة متأصلة في وجدانهم وتفاصيل حياتهم، وأن لا تفارقهم طوال ما كتب الله لهم من أعمار في هذه الحياة الدنيا".
ويستدرك "المرشد" قائلاً: "لكني أرى أنه من المعيب أن نُحضر أطفالنا للمسجد ونتركهم هكذا يسرحون ويمرحون دون رقيب بين المصلين؛ فهم بذلك قد يشوشون عليهم في صلاتهم، ويُربكونهم، ويقطعون عليهم تركيزهم في الدعاء والصلاة. وربما يحضر الأب أو القريب الأطفال إلى المسجد ولا يعلم عنهم شيئًا إلا بعد انتهاء الصلاة، وكأنه ذاهب بهم إلى حديقة، يلعبون فيها وبعد أن ينتهي يأخذهم معه دون أن يعلم ماذا سببوا من إزعاج للمصلين! والبعض الآخر ربما يشاهدهم يجرون ويتضاحكون مع الأطفال الآخرين، ولا يكلف على نفسه عناء المبادرة لإسكاتهم أو تنبيههم، وكأنه متبلد الحس والمشاعر في هذا المكان الروحاني".
ويضرب "المرشد" مثالاً بما يحدث من بعض الأطفال خلال صلاة التراويح، ويقول: "تكثر مثل هذه السلبيات في شهر رمضان المبارك، خاصة في (صلاة التراويح)؛ وذلك نظرًا لطول وقتها، وبالأخص أن أغلب الأطفال لا يصلونها مع الجماعة؛ وبالتالي يقضون ذلك الوقت في اللعب واللهو داخل المسجد؛ وهو ما يُسبِّب الإزعاج وعدم التركيز للجميع. والغريب أن بعض الآباء لا يعنيه الموضوع، ويترك ابنه يفعل ما يريد دون أن يردعه؟".
ويُعلِّق الكاتب قائلاً: "وهذا يجعلنا نتساءل: لماذا أحضرته؟ لا أعتقد أن هدفك إرباك المصلين. وفي المقابل يجب أن تتحلى ببعض المسؤولية، وتتحكم في تصرفات ابنك داخل المسجد. ربما لو كنت في مناسبة عامة لأوقفته حرجًا من الضيوف. إذن من باب أولى أن توقفه؛ لأنك في بيت من بيوت الله -عز وجل-. ولا أخفيكم تعاطفي مع الأئمة والمؤذنين الذين تعبوا من تنبيه الآباء غير المبالين، وكأنهم لا يسمعون شيئًا، بل تتكرر المعاناة نفسها والقصة نفسها".
ويُنهي "المرشد" قائلاً: "أتمنى إذا تكرر التشويش من أحد الأطفال بشكل لافت للنظر أن يُوضَع اسمه في لوحة خاصة داخل المسجد؛ حتى يرتدع ولي أمره. فكما تكافئ المميزين من حفظة كتاب الله في حلقات القرآن الكريم بوضع أسمائهم في لوحات داخل المسجد، نضع لهؤلاء لوحة؛ حتى لا يعودوا لهذا الفعل المشين بعد عدم نفع النصح معهم، مع التشديد على بعض النصائح التي تشير لخصوصية المسجد، وضرورة مراعاة الهدوء؛ حتى لا نشوِّش على المصلين".