انطلقت صباح أمس الأربعاء فعاليات "حكايا مسك - المنامة" التي تقام للمرة الأولى في مملكة البحرين تحت شعار "أصنع من شغفي حكايا"، التي تنظمها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية "مسك الخيرية" بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب والرياضة البحرينية الشريك الاستراتيجي في مركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض، في الفترة من 11 أبريل إلى 14 أبريل الجاري، وذلك بحضور الوكيل المساعد لتنمية الشباب "إيمان فيصل جناحي"، ومدير إدارة الأنشطة الشبابية "الشيخة منيرة بنت محمد آل خليفة"، ومدير مشروع "حكايا مسك" زياد الشبل.
وأكدت الوكيل المساعد لتنمية الشباب إيمان فيصل جناحي أهمية الشراكة الاستراتيجية بين وزارة شؤون الشباب والرياضة ومؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" من أجل خدمة الشباب الخليجي وتطوير قدراته والارتقاء بمهاراته، وذلك من خلال استضافة مملكة البحرين فعالية "حكايا مسك"، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات تعد لبنة جديدة في بنيان العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتخدم جهود قيادتي البلدين في تعزيز الروابط بين المملكتين الشقيقتين.
وأضافت أن "حكايا مسك - المنامة" التي تقام للمرة الأولى في مملكة البحرين تأتي استمرارًا للنجاحات التي حققها هذا البرنامج داخل المملكة العربية السعودية الشقيقة وخارجها في توفير حاضنة إبداعية متميزة لمختلف الفئات العمرية من أجل إتاحة الفرصة لهم في التعبير عن طاقاتهم الإبداعية من خلال مجموعة من الورش التدريبية العالية الجودة التي يقدمها نخبة من المدربين المتخصصين في هذه المجالات، وكذا مشاركة كبريات المؤسسات الإعلامية في نقل خبراتها الإعلامية إلى المشاركين.
وأوضحت أن وزارة شؤون الشباب والرياضة حرصت على تسخير إمكاناتها لإنجاح هذه الفعالية، في إطار رؤية الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، ومتابعة هشام بن محمد الجودر وزير شؤون الشباب والرياضة في العمل على تعزيز التعاون وتوحيد الجهود بين جميع الجهات المعنية بشؤون الشباب في الدول العربية للوصول إلى مبادرات خلاقة ورائدة تسهم في تطوير قدرات الشباب وتطوير واقع الشباب وتزويدهم بأفضل المعارف والخبرات.
وقالت إيمان فيصل جناحي: إن "حكايا مسك - المنامة" ترفع شعار "أصنع من شغفي حكايا" لحث المشاركين على المشاركة الإيجابية في الورش التدريبية ومجموعات العمل التي تستمر على مدار 4 أيام، وتهدف إلى تنمية الحقول الإبداعية واحتضان المواهب الخليجية الشابة المبدعة ومنحها الفرصة الملائمة للتطور، وتغذية المجالات الإبداعية بالبرامج التدريبية المتخصصة والمتقدمة وبخبرات كبرى الجهات العاملة في فضاء الإبداع القصصي والفني، الاحتفاء بالموروث القصصي المحكي وبقيمه الرفيعة وفتح قنوات للتواصل بين الشباب وثقافتهم الأصلية وتنمية اعتزازهم بأنفسهم وجذورهم الثقافية، وتشجيع الثقافات المحلية العربية على الانفتاح باتجاه الثقافات الأخرى عبر موروثها من القصة والحكاية وإبداعاتها المعاصرة من الفنون والتقنيات الحديثة.
ونوهت إلى أن "حكايا مسك – المنامة" تعد منصة مهمة أيضًا في تعزيز مفاهيم الولاء والانتماء الخليجي من خلال "حكايا المرابطين" التي تلقي الضوء على التضحيات التي يقدمها أبطال التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن المرابطون لحماية الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
ولفتت إلى أن الفعالية تخدم جميع أفراد المجتمع بداية للأطفال من سن 7 سنوات وحتى 14 سنة؛ من خلال برنامج "المؤلف الصغير"، والشباب من سن 15 سنة وحتى 35 سنة، وكذا المتخصصون في المجالات الإبداعية من أفراد وشركات؛ من أجل المساهمة في النهضة الثقافية والاجتماعية العربية.
من جانبه نوه زياد الشبل مدير مشروع "حكايا مسك" من مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية "مسك الخيرية" إلى الشراكة الاستراتيجية مع وزارة شؤون الشباب والرياضة في مملكة البحرين، التي قدمت كافة التسهيلات لإنجاح "حكايا مسك – المنامة"، معتبرًا أنها شراكة مثمرة ومستمرة بين الجانبين في الكثير من الفعاليات الشبابية.
وأوضح أن "حكايا مسك" انطلقت في نهاية 2016؛ لأن الوطن العربي ومنطقة الخليج العربية لديها الموروث والثقافة التي نحتاج إلى روايتها للعالم الخارجي، وهو ما سبقتنا إليه دول عدة مثل اليابان وبريطانيا الذين قاموا بنشر ثقافتهم عن طريق أفلام "الأنيميشن" ومسلسلات الكارتون.
ولفت إلى أن "حكايا مسك - المنامة" هي التجربة الثانية خارج المملكة العربية السعودية في منطقة الخليج العربية "حكايا مسك - أبوظبي"، مشيرًا إلى أن الفعالية توفر تجارب متنوعة للمشاركين في مجالات الكتابة والرسم والأنيميشن والإنتاج، من خلال ورش عمل ومنصات تواصل على أيدي خبراء متخصصين على مدار الساعة؛ حيث يتعلم المشارك كيفية كتابة القصة وصولًا إلى تحويلها إلى فيلم، بالإضافة إلى فعاليات مصاحبة على "مسرح مسك".
وشدد زياد الشبل على أن "حكايا مسك – المنامة" تضم شركات سعودية وبحرينية وخليجية، إلى جانب الشركات العالمية المتخصصة في مجالات معينة مثل "NEW YORK FILM ACADMEY" التي تعد من كبرى الجامعات العالمية في صناعة المحتوى السينمائي والفني وغيرهما، مشيرًا إلى أن الفعالية تتميز بأنها شراكة سعودية بحرينية مزودة ببعض الخبرات العالمية لتقديم محتوى مختلف للعائلة البحرينية والسعودية والخليجية ولكل زوار البحرين خلال هذه الفترة.
وقد شهد اليوم الأول إقبالًا كبيرًا من المشاركين من مختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى طلاب المدارس الحكومية والخاصة الذين توافدوا على مركز البحرين للمعارض والمؤتمرات للاستفادة من 45 ورشة عمل ونشاطًا متنوعًا، من بينها برنامج صناعة المحتوى من أجل المستقبل وتقنيات الرسم الرقمي وتحويل النص والأدب للسينما وفن الرسم بالفحم وأساليب الكتابة المهنية، في استقطاب القراء وأساسيات الموشن جرافيكس والرواية بين الماضي والحاضر، ودور المخرج في صناعة الفيلم القصير، وكيفية دمج الصور وتحويلها إلى مناظر طبيعية سحرية.
أما "مسرح مسك" فقدم مساء اليوم الأول "حكايا المرابطين" على لسان الكاتب الصحفي مؤنس المردي رئيس تحرير صحيفة البلاد الذي تناول بطولات وتضحيات جنودنا في الحد الجنوبي.
وعلى مدار اليوم تم عرض مجموعة من الأفلام السينمائية السعودية؛ من بينها فيلم "المغادرون" لعبدالعزيز الشلاحي، وفيلم "ثوب العرس" لمحمد سلمان، وفيلم "شكوى" لهناء العمير.. واختتم اليوم بعرض مسرحية "قاط وقاط".
يذكر أن حكايا مسك هي إحدى مبادرات مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية"؛ وهي فعالية سعودية رائدة على مستوى الخليج في رعاية فنون صناعة القصة والسرد كتابةً ورسماً وتحريكاً وإخراجاً، وهي أكبر تجمّع للمبدعين الخليجيين والعرب والأجانب في هذه المجالات المتنوعة؛ حيث يلتقون لتبادل الخبرات ومشاركة العملية الإبداعية، من خلال ورش العمل ومنصات الإلهام وعرض المُنتجات والخدمات الإبداعية.