ضمن خططها الاستراتيجية ومواكبتها لأحدث الإجراءات الطبية العالمية، نجح فريق طبي متكامل بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، في استئصال ورم من ثدي مريضة بالعقد السادس من العمر بتقنية حبيبات اليود المشع، والتي تُعد الأولى من نوعها على مستوى مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة.
وتُعد حملات التوعية بالفحص المبكر لسرطان الثدي، أثرًا إيجابيًّا في زيادة الوعي المجتمعي لإجراء الفحوصات؛ مما نتج عنه اكتشاف الأورام في مراحل مبكرة واستئصالها وهي بأحجام صغيرة، ولكن كانت المعضلة التي يواجهها الجراحون تتمثل في كيف يمكن إيجاد وتحديد موقع الورم واستئصال هذه الأورام الصغيرة دون تدخل جراحي كبير؛ حيث كانت الطريقة التي استخدمت سابقًا إما بحقن الألبومين المشع (Tc-99m MAA) أو وضع سلك جراحي (wire localisation). وكلتا الطريقتين كانت لها إيجابيات وسلبيات، وظهرت طرق عدة لتحديد موقع الورم عن طريق الطب النووي أو أشعة المرأة.
واستقبلت الأشعة التشخيصية بالمدينة الطبية المريضة، والتي أظهر تاريخها المرضي تشخيصها بورم بالثدي منذ شهر يناير الماضي ومنذ ذلك الوقت وهي تقوم بعمل فحوصات ما قبل الاستئصال، وقرر الفريق الطبي المكون من استشاريي أشعة أمراض النساء والطب النووي الدكتورة تهاني الغامدي والدكتور أويس كتبي واستشارية جراحة أورام الثدي والغدد الصماء الدكتورة مريم السلمي واستشارية أشعة الثدي الدكتورة آلاء المرزوقي وفريق مميز من التخدير والتمريض، استخدام طريقة جديدة وحديثة تسهل تحديد موقع الورم صغير الحجم الذي لا يتجاوز ١ سم؛ عبر وضع حبيبة اليود المشع داخل الورم حتى يسهل لفريق الجراحة تحديد موقعه واستئصاله.
وتكللت العملية باستئصال الورم -ولله الحمد- بنجاح تام، وتماثلت المريضة للشفاء وخرجت وهي بأتم الصحة والعافية.
وأوضح كل من الدكتورة تهاني الغامدي والدكتورة مريم السلمي أنه تم البدء بطريقة جديدة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى منشآت وزارة الصحة بالمملكة، عبر وضع حبيبة اليود المشع (iodine-125 seed) داخل الورم عن طريق الأشعة الصوتية والماموجرام.. وبذلك يستطيع الجراح الدخول باستخدام قارئ الإشعاعات (gamma probe)، وتحديد موقع الورم واستئصاله ومن ثم إرساله للمختبر لفحص العينة، وبعد ذلك استخراج الحبيبة المشعة وإرسالها لمكتب الحماية من الإشعاع؛ للتخلص منها بالطريقة المعتمدة دوليًّا في التخلص من النفايات المشعة.
وأضاف دكتور "أويس" أن من مزايا هذه الحبيبة: أنها غير قابلة للانتقال بعد وضعها، وكذلك إمكانية وجودها في الورم لمدة تصل إلى ٥ أيام؛ على عكس الطرق الأخرى حيث إنها قابلة للتحرك من الورم أو إلزام الجراحين بعمل الجراحة في وقت لا يزيد على يوم واحد بعد وضعها، إضافة إلى راحة المريض؛ حيث لا يوجد أي آثار بعد وضعها وزيادة الدقة في تحديد موقع الورم.
واختتمت مديرة إدارة الأشعة التخصصية الدكتورة إلهام بنت عبدالملك راوه، بأنه يقوم على هذا العمل والتكامل الطبي فريق مؤهل بدرجة عالية من الكفاءة، ويشمل كلًّا من: (أقسام الطب النووي أشعة المرأة، الأشعة التداخلية، الحماية من الإشعاع، الجراحة، وكذلك المختبر).