يسطر أبطالنا البواسل في الحد الجنوبي أروع قصص التضحيات والوفاء للوطن وللإنسان، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل حماية كل شبر من أرض الوطن وحدوده من شر المعتدين، ولا تثنيهم عن حماية مقدساته أي ظرف، فهم يدركون أن الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه.
ونقف اليوم أمام قصة أحد النماذج المشرّفة من أبطال الحد الجنوبي، وهو الرقيب أول نايف بن محيميد العنزي، الذي وقف منذ بداية عاصفة الحزم مدافعًا وزملاؤه عن حدود وطننا الغالي، حيث فجع اليوم وهو في الصفوف الأمامية، بوفاة عمته "شقيقة والده"، وحين وصوله لمقر سكنه في محافظة العلا لتلقي العزاء، فجع بعد ساعات بوفاة عمه أيضًا، والذي توفي حزنًا على شقيقته، وتم الصلاة عليهما، ودفنا بجوار بعضهما في محافظة العلا.
هذه الظروف القاهرة لم تمنع الرقيب البطل نايف العنزي من السؤال عن زملائه في الخطوط الأمامية والاطمئنان عليهم، مبينًا لهم أنه يتوق للعودة للدفاع عن الوطن بعزيمة الرجال فور انتهاء مراسم عزاء هذه النماذج المشرّفة الوفيّة التي يحق أن نفخر بها تعكس محبة أبناء الوطن لقيادته ولوطنه ولدينهم قبل كل شيء، وهو نموذج لكل رجال القوات المسلحة الأبطال الذين يقفون سدًا منيعًا بوجه كل من تسول له نفسه المساس ببلاد الحرمين وبعقيدتنا ومكتسباتنا وأمن واستقرار المنطقة.
وتولي القيادة الرشيدة المرابطين في الحد الجنوبي اهتمامًا كبيرًا، ويؤكد هذا الاهتمام الأمر الملكي الذي أصدر نائب الملك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله– مطلع الأسبوع الماضي بصرف راتب شهر مكافأة للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية بالحد الجنوبي، والذي جاء تقديرًا للتضحيات الكبيرة التي يبذلها المرابطون في الحد الجنوبي في حماية مكتسبات الوطن ومقدساته، كما أكد قرب القيادة منهم، وتقديرها لتضحياتهم، وتلمسها احتياجاتهم، في ظل شجاعتهم بالوقوف في وجه المعتدين.
وفي السياق ذاته، قدم زملاء الرقيب العنزي أحر التعازي له في وفاة عمه وعمته، رحمهما الله تعالى، سائلين المولى -عز وجل- أن يسكنهما فسيح جناته، وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان.