في الوقت الذي صنّفت منظمةُ الصحة العالمية المتحورَ الجديد "JN.1" لفيروس كورونا، بأنه متحور "مثير للاهتمام"؛ كشف استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد بن عبدالرحمن حلواني، عن أن المتحور الجديد لكورونا "JN.1" لا يدعو للقلق طالما الإجراءات الوقائية المتخذة من قبل جميع وزارات الصحة في دول العالم كفيلة بعدم توسع دائرة انتشاره، ولكن يظلّ دور أفراد المجتمعات مهمًّا وضروريًّا في اتخاذ السبل الوقائية التي تتمثّل في التطعيمات وارتداء الكمامة في أماكن التجمعات والحرص على غسل وتطهير اليدين بشكل دائم، والحدّ من ملامسة الأسطح الخارجية في الأماكن العامة قدر المستطاع.
وقال الدكتور حلواني: إنه "من الطبيعي من الناحية العلمية والطبية أن تتحور الفيروسات، وهذا ما لمسناه في فيروس كورونا الرئيسي، أو "أوميكرون" الذي نتج عنه عدة تحورات جديدة شكلت جميعها خصائص ومميزات لها؛ منها سرعة الانتشار، وجميع المتحورات التي رصدتها منظمة الصحة العالمية كانت متحوّرات مثيرة للاهتمام، وبعض المتحورات تكون لديها قدرة عالية جدًّا في الانتشار قد تصل إلى مقدرة الشخص المصاب إلى إصابة حدود 13 شخصًا ممن هم حوله".
ولفت إلى أنّ أهمّ التوصيات التي وجهت بها منظّمة الصحة العالمية بشأن المتحوّر الجديد هي: ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو المغلقة أو سيئة التهوية، والمحافظة على مسافة آمنة عن الآخرين قدر الإمكان، والحرص على تحسين التهوية، وعلى الآداب التنفسية؛ أي تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، والمواظبة على تنظيف اليدين، والحرص على متابعة التطعيمات ضد كوفيد-19 والإنفلونزا، لاسيّما إذا كان الفرد معرضًا بشدة لخطر الإصابة بالاعتلال الشديد، ومراعاة البقاء في المنزل عند الإصابة بالمرض، والحرص على الخضوع للفحص إذا ظهرت على الفرد أيُّ أعراض، أو إذا كان قد خالط شخصًا مصابًا بكوفيد-19 أو بالإنفلونزا.
وأضاف: أنّ منظّمة الصحة العالمية وجّهت العاملين الصحيين والمرافق الصحية ببعض النصائح؛ وهي: تعميم ارتداء الكمامات في المرافق الصحية، وكذلك ارتداء الكمامات المناسبة وأقنعة التنفس وغيرها من معدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين الذين يقدمون الرعاية للمرضى المصابين بعدوى كوفيد-19، المشتبه فيها والمؤكدة، وتحسين التهوية في المرافق الصحية.
ونصح الدكتور حلواني باتباع إرشادات ونصائح وقرارات وزارة الصحة؛ ففي ظلّ تعدّد منصات وسائل التواصل الاجتماعي ودخول العديد من غير المتخصّصين في المجال بتصريحات ليس لها أي أساس علمي، تزداد فرص انتشار المعلومات الخاطئة وغير الصحيحة، وللأسف هذا يساعد على إعادة نشرها وتداولها وتكريس المعلومة غير الصحيحة وزيادة الذعر.
وقال: "أنصح باتباع منصّات الجهات الرسمية فقط، ولكن بشكل عام أنصح بارتداء الكمامة في أماكن التجمعات؛ تفاديًا لبعض الأمراض الفيروسية الأخرى التي تتعب الجسد مثل الإنفلونزا الموسمية والتهابات الحلق".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية صنّفت المتحور الجديد "JN.1" بأنه متحوّرٌ منفصل مثير للاهتمام ناتج عن السلالة الأم "BA.2.86"؛ إذ كان قد صنف سابقًا على أنه متحورٌ مثيرٌ للاهتمام بوصفه جزءًا من السلالات الفرعية "BA.2.86".
واستنادًا إلى البيّنات المتاحة، يشير التقييم إلى أنّ الخطر الإضافي الذي يشكله متحور "JN.1" على الصحة العامة العالمية خطرٌ منخفض، وعلى الرغم من ذلك، ومع بداية فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، يمكن أن يزيد متحور "JN.1" من عبء الأمراض التنفسية في العديد من البلدان.