تعتزم "ندوة البركة" للاقتصاد الإسلامي، تنظيم دورتها الثالثة والأربعين بجامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز في المدينة المنورة، التي من المُقرَّر عقدها خلال الفترة المُحددة 23-25 شعبان 1444هـ الموافق 15-17 مارس 2023، تحت عنوان "الاقتصاد الإسلامي وأصالة الاستدامة"، وسط مشاركة متحدِّثين وخبراء من مختلف دول العالم، سيُسهمون في تقديم رُؤاهُم وتوصياتهم حيال الموضوع من منظور الاقتصاد الإسلامي.
وتهدف الندوة هذا العام إلى تأكيد حقيقة تأصّل مفهوم الاستدامة بأبعادها المختلفة ضمن مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، وكيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق آليات وأدوات الاقتصاد الإسلامي.
وضمن إطار الهدف العام: تُسهم جلسات ومحاور الندوة في تحقيق عدة أهداف؛ منها: بحث مفهوم وأبعاد الاستدامة وفق مبادئ الاقتصاد الإسلامي، وتحليل قدرة الاقتصاد الإسلامي على تحقيق التنمية المستدامة وفق آلياته وأدواته التمويلية المختلفة، وتحديد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي لتحقيق الاستدامة، وبحث أحدث التطبيقات والمشاريع المستحدَثة لتحقيق الاستدامة عالميًّا وفق أحكام ومبادئ الاقتصاد الإسلامي، بالإضافة إلى تقديم مقترحات وتوصيات؛ لتعزيز وتنمية قدرات الاقتصاد الإسلامي لتحقيق الاستدامة.
ومن جهته أشار الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، يوسف خلاوي، إلى أن الندوة تُعدُّ أحد المآثر الاقتصادية المحورية التي قدّمها الشيخ صالح بن عبد الله كامل "رحمه الله"، وطوّر من خلالها مشهد الاقتصاد الإسلامي من الناحيتين الفقهية والفنية على مدار أربعة عقود متواصلة، مثمنًا في الوقت نفسه الدعمَ المقدم من الشيخ عبد الله بن صالح كامل، رئيس مجلس أمناء المنتدى.
وقال خلاوي: "إن اختيار عنوان الدورة الجديدة جاء بناءً على نقاشات مُستفيضة؛ فالموضوع يُعدّ أحد أهمّ الموضوعات المطروحة اليوم على الخارطة الاقتصادية العالمية، خاصة أن التنمية المستدامة أضحت من أكثر الموضوعات والأهداف التي تشغل دول العالم والهيئات والمنظّمات ومؤسسات المجتمع المدني على اختلاف توجهاتها؛ لما لها من ضرورة حتمية للحفاظ على حاضر ومستقبل البشرية".
وأكّد الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، أن "الاقتصاد الإسلامي أكثر قدرة على تحقيق التنمية المستدامة مقارنة بالنظم الاقتصادية التقليدية، كما أن أدوات التمويل الإسلامي تتنوّع بين أدوات ربحية، وأخرى اجتماعية غير ربحية، كالزكاة والوقف والصدقة والقرض الحسن؛ لذلك تسهم بشكل رئيس في إعادة توزيع الدخل بين الأفراد لصالح الطبقات الأقلّ دخلًا؛ وهو ما يساعد في تحقيق التوازنين الاجتماعي والاقتصادي، من خلال تخصيص ريعه في تمويل المشروعات التنموية ذات التأثير الاجتماعي والبيئي".
وأضاف: "وكذلك تُعَدُّ الصكوك الإسلامية أداةَ تمويل أخرى فعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ لقدرتها على توفير السيولة وحشد المدخرات، فضلًا عن قدرتها على تمويل المشروعات الفردية، كالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمشروعات الحكومية، خاصة المتعلّقة بمجال البنية التحتية والبيئة، ولا بد هنا من ذكر الصكوك الخضراء، وهي أداة تمويل إسلامية مستحدثة تقدم بديلًا واعدًا لمصادر التمويل التقليدية التي تهتمّ بالاستثمار في المشروعات المستدامة؛ لتحقيق نظام بيئي اقتصادي عالمي أكثر مرونة واستدامة".
ومن أبرز الأسماء الحاضرة للندوة: أ.د. نبيل العربي، أستاذ الاقتصاد الرقمي بجامعة الإسكندرية "مصر"، الذي سيقدم ورقة عن "دور التحول الرقمي في تحقيق الاستدامة"، فيما سيقدم الدكتور صلاح الحمادي، الأستاذ المشارك بالجامعة العربية المفتوحة "الكويت"، ورقة عن "الصكوك وأدوات سوق المال وأثرها في الاستدامة"، فيما سيتحدّث أ.د. يونس صوالحي، كبير الباحثين في أكاديمية إسرا للبحوث "ماليزيا"، عن "الصناديق الاستثمارية الإسلامية المستدامة ومتطلّبات نموها".
ومن المُقرَّر أن يُقدم أ.د. محمد كبير حسن، أستاذ المالية بجامعة نيو أورلينس "الولايات المتحدة الأمريكية"، ورقة بعنوان "معايير الاستثمار المسؤول والمستدام"، بالإضافة إلى الدكتور بانجاران سوريا، كبير الاقتصاديين في بنك شريعة "إندونيسيا"، الذي سيقدم ورقة بعنوان "القرض الحسن ودوره في الاستدامة الشخصية والمجتمعية".
وسيقدم سيد سعد باشا، ممثل الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، خلال ندوة البركة للاقتصاد الإسلامي؛ ورقة بعنوان "الوقف نماذج من إمكاناته الحضارية: الوقف الأخضر أنموذجًا"، فيما ستكون عنوان ورقة أ. د. إبراهيم البيومي غانم، المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية "مصر"؛ "الوقف: نموذج الاستدامة الفريد بين الحاضر والإمكانات المستقبلية"، ومن معهد التمويل الإسلامي بالجامعة الإسلامية العالمية "ماليزيا"، سيقدم كلٌّ من: الأستاذ الدكتور أزمان محمد نور، والدكتور أشرف شرف الدين؛ ورقة عن "إسهامات الزكاة والصدقة في التنمية المستدامة"، أما الدكتور عمر حسين، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية الدولية لإدارة السيولة؛ فسيتحدث في محور بعنوان "المقارنة بين مفهومَي الاستدامة في قوة التأثير، وسعة التأثير، وطبيعة التأثير".
وتستضيف الندوة أ.د مسلم الدوسري، وكيل جامعة المجمعة "السعودية"، متحدثًا عن محور بعنوان "تحقيق الاستدامة من خلال قاعدة دفع الضرر وتطبيقاتها"، فيما سيقدّم الدكتور إلياس دردور رئيس قسم الشريعة والقانون بجامعة الزيتونة "تونس" محورًا عن "قواعد المفاضلة بين الأعمال والسعي نحو الأكمل في الاقتصاد الإسلامي". ومن منظور اقتران القيم الإيمانية بالاقتصاد الإسلامي، سيشارك الدكتور عز الدين بن زغيبة، رئيس هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لمصرف السلام "الجزائر"، متحدثًا بورقة عمل بعنوان "منظومة الأخلاق الحاكمة وبُعد الإحسان في العلاقات والتعاقدات". ومن المُقرّر أن يشارك أيضًا الدكتور محمد قراط، أستاذ فقه المعاملات المالية في كلية الشريعة فاس "المغرب"، متحدثًا بورقة بعنوان "مفهوم الاستدامة وعلاقتها بمقاصد الشريعة الخمسة".
وحثّ القائمون على "ندوة البركة" للاقتصاد الإسلامي، جميع المهتمين بالموضوع أو الراغبين في حضور جلسات الدورة الثالثة والأربعين "الاقتصاد الإسلامي وأصالة الاستدامة"؛ على التسجيل مجانًا من خلال الموقع الرسمي للندوة على الإنترنت: "رابط التسجيل".
يُذكر أن "منتدى البركة" أكبر منصة عالمية سنوية للاقتصاد الإسلامي، وهي مؤسسة رائدة، بدأت فكرتها تطورًا طبيعيًّا لـ"ندوة البركة للاقتصاد الإسلامي"، التي يمتدّ تاريخها لأكثر من أربعين عامًا منذ انطلاقها عام 1981، وهي بمنزلة حجر الزاوية في تطوير العمل الاقتصادي الإسلامي في العالم من الناحيتين الفقهية والفنية، وتستند رؤيتها إلى أن تكون المرجع الأول للباحثين في الاقتصاد الإسلامي على مستوى العالم، فيما تتمحور رسالتها في العمل على تطوير المحتوى المعرفي للاقتصاد الإسلامي.