عكست زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمنطقة قصر الحكم وقصر المصمك اهتمامه بالتاريخ السعودي والمواقع التراثية الشاهدة على قيام الكيان السعودي على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -غفر الله له-.
فإضافة لتاريخ الملك سلمان بن عبدالعزيز في إدارة إمارة الرياض على مدار خمسة عقود، كانت شاهدة على النهضة والتنمية الحضرية والخدمية في العاصمة السعودية ومحافظتها، فإن الملك -حفظه الله- مهتم ومُلم بالتاريخ السعودي. وهذه ثاني زيارة له لهذه المناطق؛ فقد زار مقر الإمارة عام ٢٠١٩، ودشن مشاريع ضخمة.
من جانبه، قال الدكتور ضيف الله دليم بن رازن، أستاذ التاريخ السعودي بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: "تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمنطقة قصر الحكم بوصفها جولة تاريخية لرمز ومَعلم تاريخي، يمثل نقطة انطلاق في تاريخنا السعودي، تحكي قصة كفاح للملك المؤسس -غفر الله له- في استرداد الرياض في الخامس من شوال من عام ١٣١٩هـ".
وأضاف: "فمن هذه المنطقة بدأ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في توحيد هذا الكيان مترامي الأطراف تحت قيادة واحدة، وراية واحدة، وكوَّن دولة عظيمة، ننعم بها في العصر الحاضر -ولله الحمد- بخيراتها".
وأردف: "زيارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمقر إمارة الرياض تحكي أيضًا تاريخًا مليئًا بالمنجزات أثناء وجوده أميرًا للرياض في تلك المرحلة؛ فقد كان له -رعاه الله- تاريخٌ طويل في إدارة إمارة الرياض".
وقال: "الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يتمتع بصفات ومناقب ومواهب، قلّ ما تجتمع في شخص واحد؛ أُتيحت له من خلال ملازمته والده الملك المؤسس -طيب الله ثراه-، وممارسته العمل فترة طويلة أميرًا للرياض في مقتبل عمره؛ فقد اكتسب خبرات واسعة وقدرات هائلة في الإدارة الناجحة، وذلك من خلال التعامل مع قضايا المواطنين، ورعاية شؤونهم، كذلك حرصه على حل مشكلات المواطنين".
وأضاف: "والمتصفح لسيرة خادم الحرمين الشريفين إبان وجوده في إمارة الرياض يدرك بجلاء عبقريته وتميُّزه في كثير من المجالات. والجانب الإنساني من أبرز الأعمال الاجتماعية التي حظيت باهتمامه بحكم قربه من المواطنين، وكذلك إحساسه بظروفهم ومتطلبات الحياة".
واختتم بالقول: "وعُرف عنه أنه واسع الاطلاع، ويحب القراءة، وعالِم في التاريخ.. فزيارته للمصمك وقصر الحكم تأتي اهتمامًا منه –حفظه الله- بتاريخنا وتراثنا؛ باعتبار تلك المنطقة رمزًا وهوية سعودية لتاريخنا العظيم، تاريخ المملكة العربية السعودية".