أقام مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، احتفاليات متنوعة بمناسبة اليوم الوطني 93، استهدف خلالها مرضاه المنومين في الأقسام الداخلية، والمتعافين بمنزل منتصف الطريق، ومراجعي الرعاية النهارية، ضمن جهود المجمع التي يبذلها في تأهيل المرضى، والعمل على إدخال البهجة والسرور على نفوسهم، وتحفيزهم للاستمرار في التعافي.
واستغل عدد من المتعافين هذه الاحتفاليات، بالتعبير عن مشاعرهم تجاه الوطن وقيادته، والامتنان لما قُدّم لهم من رعاية واهتمام؛ لإنقاذهم من براثن المخدرات ومساعدتهم للعودة إلى مجتمعهم بحالة صحية ونفسية سليمة.
وأوضح أحد المتعافين بمنزل منتصف الطريق، أنه لأول مرة يحتفل باليوم الوطني وهو في حالة طبيعية، بعيدًا عن المخدرات والمؤثرات العقلية؛ مشيرًا إلى أنه وجد لذة كبيرة في هذه الاحتفالية لم يجدها في حياته من قبلُ وشعور بقيمة الوطن والفخر بمنجزاته.
وأكد أن المخدرات لم تجرّ عليه سوى الضياع والدمار صحيًّا واجتماعيًّا وأسريًّا واقتصاديًّا، وأنه كان مقصّرًا بشكل كبير في حق دينه ووطنه ونفسه وأسرته، وحمد الله عز وجل الذي مَنّ عليه بالتعافي، وحث كل من ابتُلي بهذه الآفة المدمرة إلى المبادرة وسرعة طلب العلاج، خصوصًا وأن الدولة -حفظها الله- وفرت الخدمة مجانًا، ووفرت كوادر بشرية ومادية في سبيل عودته لمجتمعه سليمًا معافًا.
وأشاد المتعافي بالحملة الوطنية للتصدي للمخدرات التي نفذتها حكومتنا الرشيدة، مبينًا أن هذه الحملة حققت كثيرًا من أهدافها والمتمثلة في تحفيز المدمنين للمبادرة بطلب العلاج والبدء في رحلة التعافي؛ منوهًا بأن هذه الحملة تستحق الإشادة في هذه المناسبة الوطنية المهمة.
وقال متعافٍ آخر: "أشكر الله عز وجل الذي أتاح لي هذا اليوم أن أشارك في هذه المناسبة الوطنية المهمة وأنا بصحة وعافية، أعيش فرحة الوطن بدون مخدرات ومؤثرات عقلية وأنا في كامل صحتي العقلية والجسدية، ومن هذا المنطلق أريد أن أستغل هذه الفرصة والفرحة لأدعو من ابتُلي بتعاطي المخدرات والإدمان عليها، إلى سرعة العلاج والاستفادة من برامج منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة التي تساعد على التعافي".
وأشاد بالحملة الوطنية التي تم تنفيذها لمكافحة المخدرات؛ مبينًا أنها تؤكد أن الدولة تدعم كل ما فيه حماية لمواطنيها، وأنها تحفز من لديه الرغبة بالعلاج ومتردد للمبادرة والاستمرارية في مراحل العلاج؛ مشيرًا إلى أن كثيرًا من المتعافين الآن هم نتاج هذه الحملة، وممتنون للقائمين عليهم؛ لأنهم تخلصوا من الاستمرار في طريق الضياع، ومثمنون لمجمع إرادة بالرياض ما يقدمه من جهد لمساعدتهم في رحلة التعافي، والتي كان آخرها رحلة العمرة التي شارك فيها 45 متعافيًا.