"مقادير يا قلب العنا.. مقادير وش ذنبي أنا.. مقادير وتمضي حياتي.. مشاوير وأتمنى الهنا".. هكذا كان يشدو قيثارة الشرق طلال مداح، فيطرب السعوديين والعرب، ويأخذهم إلى عالم الشاعرية؛ ليحيوا لحظات من الرومانسية في فضاء النغم.. ولِمَ لا وهو مَن أطلقوا عليه "صوت الأرض".
أخذ "صوت الأرض" على عاتقه تطوير الأغنية السعودية، ونشر الفن السعودي خارج الحدود؛ فقد كان أول من نشر الأغنية السعودية في الخارج، في مصر، ولبنان، وسوريا، فضلاً عن وصلاته الغنائية في عدد من العواصم والمدن العالمية.
طلال مداح لم يكن مطربًا عاديًّا، بل كان حالة استثنائية وفريدة في تاريخ الموسيقى السعودية والخليجية.. ففي مسيرة حياته التي امتدت نحو 60 عامًا قدَّم "مداح" للأغنية السعودية أكثر من 60 ألبومًا غنائيًّا، حتى وافته المنية وهو يلقي آخر شدواته، يضرب على العود الذي لم يفارقه حتى لقي ربه.
يعكس التكريم الذي يحظى به المطرب الراحل الليلة على (مسرح محمد عبده أرينا)، وتقيمه الهيئة العامة للترفيه، عِظَم مكانته في قلوب السعوديين، كما يعكس وفاء المملكة لفنانيها حتى بعد رحيلهم، في ليلة صوت الأرض، بحضور نحو 40 فنانًا من مختلف الدول العربية، وأكثر من 20 ألف متفرج.
ويشارك في الحفل كوكبة من ألمع نجوم الغناء في الوطن العربي، من بينهم فنان العرب محمد عبده، والفنان الكبير عبدالمجيد عبدالله، والفنان الكبير عبدالله الرويشد، ونجم الأغنية العربية الفنان هاني شاكر، والنجم وليد توفيق، والنجم صابر الرباعي، والنجمة سميرة سعيد.. وغيرهم من النجوم اللامعة؛ ليكون ذلك شاهدًا على القيمة الغنائية العالية للفنان الراحل.
ويحظى الحفل باهتمام وتغطية إعلامية ضخمة؛ إذ سينقل الحفل نحو 40 قناة تلفزيونية، ومنصات على شبكة الإنترنت على الهواء مباشرة؛ ما يعكس القيمة الكبيرة التي يحظى بها الفنان السعودي في قلوب عشاقه في أرجاء الوطن العربي.
وفي وقت سابق أعلنت الهيئة العامة للترفيه (المنظِّمة للحفل) نفاد جميع تذاكر الحفل بالكامل.
وسينقسم الحفل إلى فقرتين، إحداهما تقدِّم وصلات غنائية ثنائية وثلاثية لكبار المطربين، أما الفقرة الأخرى فيستمتع الجمهور فيها بباقة من أغاني طلال مداح الخالدة.