الدين ركيزة تنهض بها الأمم، وبتشريعات تكوِّن نظمًا ومعايير، تسير عليها الكيانات والدول. والإسلام عقيدة واضحة، نصوصها القرآن والسنة.
ولطالما كان الدين محفوظًا في ظل هذه الدولة المباركة (المملكة العربية السعودية) التي عظمت أهل العلم، وجعلت لهم مكانتهم، وبعلمهم توضع النقاط على الحروف، وتسير الدولة إلى طريقها الصحيح.
العلماء هم جنود الله في أرضه، وبكلامهم يسير الناس حسبما يدلون به من تصاريح وفتاوى، وبعضهم اغتنم الفرصة لخدمة كيانات مختلفة.. واختلقوا فتاوى غير واضحة. كثرة المفتين قد تشكل مشكلة وحيرة؛ فالدين الإسلامي واضح، وهو دين اليسر.. لكن قد تجد من استغل منابر المساجد، ومن استغل الشاشات، ومن استغل المجالس حتى يحدِّث بما يشاء، ويفتي بما يرى دون أدلة واضحة وصريحة تحت مبرر الاجتهاد، لكنهم تركوا تأثيرًا وجدلاً في الرأي العام.
لمن نعود إذًا؟
المملكة العربية السعودية منذ نشأتها إلى يومنا هذا وهي تحافظ على العلماء، وتقدر دورهم؛ إذ أنشأت منظومة خاصة هي المخولة بأمور الإفتاء وغيرها من أمور الدين، هي هيئة كبار العلماء؛ فهم الراسخون في العلم، الذين لهم الدور الكبير في أمور العقيدة، وبكل تفكر وبكل تدبر يجيبون بما ينص عليه القرآن والسنة بأدلة واضحة وصريحة، ولا جدال فيها.
دور هيئة كبار العلماء جلي وعظيم، لكن لا بد من تعزيز هذا الدور بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، وذلك من خلال منابر المساجد، وزيادة التعريف بدور هذه الهيئة، وحث الناس على الرجوع إليها في مسائل الفتاوى، وغيرها من الأمور الدينية، واعتماد منصات للتواصل والإجابة عن جميع الفتاوى. كذلك إنشاء تطبيق إلكتروني لمن أراد الرجوع إلى مسائل دينية وفتاوى شرعية.
هذه الخطوات ستحد بشكل كبير من الفتاوى التي ينشرها أشخاص غير مصرح لهم بالإفتاء.