جذبت التضاريس الجبلية التي تقع ضمن النطاق الجغرافي لـ"نيوم" السياح القادمين من خارج السعودية، وخصوصًا محبي رياضة تسلق الجبال؛ إذ يأتون لزيارتها في "نيوم" من مختلف دول العالم؛ ليستمتعوا بمشاهدة مناظر جميلة وأخَّاذة، وخصوصًا الجبال الشاهقة ذات الصخور الناعمة التي تعانق الرمال الذهبية في لوحة جمالية طبيعية آسرة؛ الأمر الذي دفعهم للإقامة في مخيمات صغيرة في أجواء شتوية مميزة بالهواء الطلق.
وابتداء من جبال علقان والظهر واللوز وجبال الزيتة، ومرورًا بالجبال المحاذية لوادي ضم شمال غرب السعودية، وصولاً لسلسلة الجبال الموازية لساحل البحر الأحمر، التي تضم جبال حسمي وشار وجبال الديسة.. هذه الجبال جميعها تعتبر من أروع الأماكن للتنزه وممارسة رياضة تسلق الجبال؛ فهي تستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار والسائحين؛ لما تتمتع به من طبيعة فريدة وخلابة، وأجواء نادرة.
"سبق" تجولت في وادي "ضم"، والتقينا فريقًا من الأجانب، يمارسون رياضة تسلق الجبال، واستأذناهم للتصوير والحديث معهم، فرحبوا بذلك.
بدايةً، تحدث "جون آيد"، وهو بريطاني يعمل في السعودية، قائلاً: "أتيت أنا وأصدقائي لزيارة نيوم، والتجول فيها، وممارسة الرياضة المحببة لنا، وهي تسلق الجبال". مضيفًا بأنه منبهر للغاية من جمال الطبيعة الصحراوية، من جبال شاهقة، تعانق الرمال الذهبية.. وهي بيئة مناسبة لممارسة هذه الرياضة.
بعد ذلك التقينا المرشد السياحي وائل بن محمد بدير، الذي قال: "منطقتا تبوك ونيوم تضمان تضاريس طبيعية جميلة، ويأتي لهما الزوار من كل مكان؛ فمحبي الثلوج يأتون لجبال اللوز وعلقان والظهر عند توقُّع تساقُط الثلج، وهناك زوار وسياح يأتون للتنزه في الطبيعة الصحراوية، سواء مواطنين سعوديين أو زوارًا أجانب ومقيمين، وبعضهم تستهويه الإقامة في الصحراء في المخيمات البرية".
وعن رياضة "الهايكنج" تحدَّث بأنها رياضة أصبحت تستهوي الشباب في المنطقة، وكذلك رياضة المشي لمسافات طويلة، وهي رياضة جديدة نسبيًّا على مستوى المنطقة، ولكن لها محبين وممارسين، وحاليًا أصبحت واحدة من أفضل الأنشطة السياحية في المنطقة.
وعن السياحة في المنطقة قال: "وادي ديسة من أشهر العجائب الطبيعية في منطقة تبوك، وهو -بلا شك- إحدى أروع العجائب الطبيعية؛ فالوادي يضم تضاريس مميزة، ويعتبر غالبًا من أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط المستهدفة من قِبل معظم الجنسيات البريطانية والألمانية والفرنسية والأمريكية والصينية والكولومبية، والعديد من الجنسيات المختلفة".
واختتم "بدير" حديثه منوهًا بأهمية اتباع وسائل السلامة عند ممارسة أي رياضة، وخصوصًا تسلق الجبال، وعدم ممارستها منفردًا إلا بوجود مدرب مختص وفريق عمل يملك الخبرة الكافية، يرافقهم مرشد سياحي، يحمل ترخيصًا من الجهات الرسمية. وكذلك يجب أن يكون معهم الأدوات والمعدات اللازمة تحقيقًا للسلامة أثناء ممارسة هذه الرياضة، والحرص على سلامة السائحين، وكذلك الحفاظ على البيئة، وعدم الإضرار بها بأي شكل كان.
من جانبه، تحدَّث علي هويمل العنزي، صاحب وكالة لتنظيم الرحلات السياحية، عن أبرز الرياضات التي يمارسها زوار المنطقة، وقال: "أبرز الرياضات التي يمارسها السياح أثناء زيارتهم المنطقة هي: رياضة تسلق الجبال، والتزلج الشراعي بشواطئ نيوم، كما أنهم يحبون التنزه وتجربة التخييم في الصحراء، وخصوصًا في منطقة (حسمي)".
وأضاف "العنزي": أكثر الجنسيات التي تزور منطقة تبوك ونيوم هي الإيطالية والفرنسية والبريطانية، إضافة لأقليات من الجنسيات المختلفة.
وعن دور المنظمين ووكالات السفر والسياحة والمكاتب المتخصصة في التنظيم السياحي قال: "يكمن دورهم في تنظيم الرحلات باستقبال السائح منذ لحظة وصوله، وتأمين السكن المناسب حسب رغبة السائح، وتنظيم الرحلة كاملة ذهابًا وإيابًا مع الوجبات الغذائية المناسبة، مع وجود مرشد سياحي يرافق المجموعة؛ لشرح وتوضيح المعالم السياحية، والإجابة عن استفساراتهم، وإبراز تاريخ المنطقة، وأهم المعالم السياحية بها.. فالمنظم هو المسؤول عن كامل البرنامج السياحي لأي وفد سياحي زائر، وذلك بتقديم الخدمات الشاملة من النقل والسكن والطعام".
وأضاف "العنزي": "أما فيما يخص السائح القادم من الخارج فيلزمه الحصول على تأشيرة دخول للمملكة، ويمكنه الحصول عليها عند الوصول للمطار. والدولة -حفظها الله- سهّلت جميع الإجراءات لدخول السائح للمملكة وفق الطرق النظامية، وجميع الإجراءات تتم بيسر وسهولة".