بيّن الكاتب والمحلل السياسي الدكتور شاهر النهاري لـ"سبق"، أن الوعي السعودي منذ بداية الجائحة كان مختلفاً عن مدارس عديدة للتعامل مع هذا الفيروس، الذي أرعب العالم، وقطع التواصل المادي بين معظم الدول، وخلق الخوف والرعب من المجهول في جميع الدول حتى المتقدم منها، بنفس الدرجة.
وتابع: منظمة الصحة العالمية كانت أيضاً تواجه المجهول، بكثير من الخوف، والتردد، بل وتعارض التعليمات وتغيرها بين يوم وآخر، ودول عظمى كانت أكثر من أصيب باللوثة، وعدم القدرة على تطبيق الأنظمة من تباعد اجتماعي وتعقيم ولبس كمامات وحجر صحي، سواء في المطارات والموانئ ومداخل المدن، أو حتى بنظام الحجر المنزلي.
وأشار إلى أن السعودية كانت مثالاً يُحتذى به في سرعة اختيار القرار، وتنفيذه بسهولة ونظام، سواء في مدخل الوطن أو مخارجه، أو حتى داخلياً بفرض الحجر على بعض المدن، وحسب رؤية إحصائية، ونشر للمعلومة يوماً بيوم، حتى يكون المواطن على علم بما يحدث، وأن يشارك في التطبيق العملي لما كان يستجد، وقد فرضت الدولة عقوبات فورية، وبمبالغ رادعة جعلت الجميع ينتظم ويشارك، خصوصاً مع وجود التطبيقات الصحية، والمكانية، والتباعد، وصحتي وتباعد وتوكلنا بشكل أدهش الجميع، وجعلهم جزءا لا يتجزأ من الحل.
وأضاف: لا ننسى الحرص الحكومي الشديد، بجهود وزارة الصحة ووزارة الداخلية، وإمكانيات عظيمة تم ضخها في فلك المستشفيات الحكومية، والخاصة، بتناغم لم يترك مريضاً دون مكان للطبابة والاستشفاء، وكل ذلك بالمجان، ولم يكن يفرق بين مواطن ومقيم أو زائر، والتطعيمات تم تأمينها من أكثر الشركات ثقة، وقد تم تطعيم الجميع سواسية، وما زال ذلك مستمراً، لاستكمال الجرعة الثانية للجميع، وتطعيم من هم دون سن الشباب.
وبيّن: كل هذه الجهود بذلتها السعودية بينما كانت المستشفيات في العالم تنقص معداتها واستعداداتها خصوصاً من الأكسجين وأجهزة التنفس في غرف العناية الحرجة، ما كان يستدعي الغلق، وإعادة التطهير، والتعلم شيئا فشيئا، لمقاومة المرض، الذي بدأت خصائصه تظهر عالمياً، وكانت الشركات والمعامل الطبية، ومراكز البحوث تتسابق في انتاج لقاح للفيروس يكون ناجعاً.
وأوضح الكاتب: السياسة دخلت بقوة على مسارات الفيروس، فكثرت نظريات المؤامرة، وتم اتهام دول بتخليق الفيروس، ومنعت دول من دخول مواطنيها لدول معينة، وكثر الكلام عن حرب فيروسية.أدوية عديدة طرحت، وكان بعضها جديد، والبعض كان يستخدم لمعالجة أمراض مختلفة مثل دواء الملاريا، ولكن الفيروس لم يكن يستجيب، وظل يرحل من دولة إلى دولة، ويتحول من نوع إلى نوع، وكل له خطورته وخصائصه، ومحاذيره.
وأردف: رغم كل هذا كانت أعداد من أصيبوا ومن تم شفاؤهم بالسعودية أرقاماً بسيطة قياسية بالنسبة لدول إقليمية عديدة، ودول متقدمة ظلت تعاني من تعاظم أعداد المصابين والموتى، فهناك سيطرة أمنية صحية عظيمة كانت تتم في مواقع الحج والعمرة، وبترتيبات مبتكرة أثبتت قوتها ونتائجها العظيمة.
واستطرد: السعودية كان هدفها بلوغ حقوق الإنسان، وقد طبقتها بحذافيرها لمواجهة الجائحة، ونجحت في ذلك بشكل جعل الدول المتقدمة مثل الاتحاد الأوروبي ترحب بالزائر السعودي، والسماح لمواطنيها بالسفر للسعودية، لمعرفتهم بما يتخذ هنا من إجراءات كفيلة بالتناغم مع أنظمة هيئة الصحة العالمية، مع كثير من التميز.
وختم: كثير من الدول نجحت في مواجهة الجائحة، ولكن السعودية وقيادتها نجحت بامتياز يستحق التوقف والإشادة والدراسة، لأن سعوديتنا تثبت للعالم أنها تتغير يوما بعد يوم للأفضل، وأن الطريق أمامها مليء بالأنوار المستقبلية.