تواصل وزارة الداخلية التي يترأس وزيرها لجنة الحج العليا المسؤولية المباشرة عن الحج بالتعاون مع جميع الوزارات والقطاعات الحكومية؛ من أجل إنجاح الحج كل عام، والذي يشهد مع الخبرات المتراكمة نجاحًا مشهودًا، في ظل توفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام لأداء هذه الفريضة بيسر وسهولة.
وروت قيادات وزارة الداخلية الحالية ذكرياتها مع الحج، كاشفة ما يدور خلف الكواليس من عمل دؤوب لنجاح موسم الحج، والذي يستمر طوال العام دون كلل أو ملل، ومنها إنشاء جسر الجمرات الذي يسر على الحجاج رمي الجمار، وغيرها من الخدمات المتميزة التي يشهد بها مؤدو هذه الفريضة كل عام.
روى الفريق أول سعيد القحطاني مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات ذكرياته مع الحجن بالقول إن الخطوة الأولى في الحج كانت عندما كان طالبا في كلية الملك فهد حيث شارك طوال وجوده في الكلية في أعمال الحج.
وأضاف: هدف وزارة الداخلية أن يكون كل المنتمين إليها قد بدأوا أعمالهم بالمشاركة في الحج بعد التخرج، حيث كلفوا بالعمل في خطة أمن الحج وكان ضابطا يعمل في مراكز الشرطة، وكانت العملية كبيرة وليست بالبساطة التي قد يتصورها البعض ممن لا يطلع على تفاصيلها.
وأردف: في بدايات العمل لم تكن لدينا الإمكانيات المتوفرة حالياً التقنية والمخططات الواضحة، ولم ينشأ جسر الجمرات عبثا، وكان هناك تجمعات وزحام كبير جداً في الموقع، وكانت تقع بعض الحوادث، وتطورت الخطط باستمرار وأنشئت مراكز قيادة وكاميرات متوفرة في كل مكان وأنشئت قيادات جديدة.
وتابع: يتم وضع خطة متكاملة قابلة للتنفيذ ولابد أن يوافق عليها وزير الداخلية وهناك أيضًا جهات مساندة من قطاعات أخرى، والهدف الأساسي الأول هو خدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وأن يؤدوا مناسكهم في أجواء صحية وامنة ومستقرة، ليؤدوا الركن الخامس الذي يتشوقون إليه في كل مكان في العالم الإسلامي والدول التي يأتون منها.
من جهته، قال الفريق سليمان العمرو مدير عام الدفاع المدني: شرف أن أخدم الحجاج على مدى 44 سنة، وقد شاركت في أول سنة دخلت فيها الدفاع المدني في موسم الحج، حيث كلفت في إحدى فرق الدفاع المدني في منطقة منى وكنت رئيسًا لهذه الفرقة.
وأضاف: الأمطار والرياح الشديدة وقتها كانت تشكل هاجسا في ظل وجود الخيام التقليدية آنذاك، والتطوير الذي حدث هو الخبرات المتراكمة من الممارسات السابقة في مواسم الحج، إذ نتوقع أسوأ الاحتمالات، ونضع في خططنا أنه فيما لو وقعت حوادث أخرى خارج منطقة المشاعر فكيف يتم التعامل مع هذه الحوادث، وأحيانًا أصاب بأرق ولا أستطيع أن أنام، وهذا تشريف لي أن أخدم حجاج بيت الله الحرام.
من جانبه، قال الفريق محمد البسامي مدير عام الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية بالحج قائد قوات أمن الحج: دخلت الكلية في عام 1405 وفي عام 1406 شاركت في الحج كطالب، وأتذكر بالنسبة لي أنه مكان جديد وتجربة جديدة.
وأضاف: كنت أيضا من المتميزين في الكلية، فعادة يتم وضع الأول في الترتيب كرقيب الكلية، فكنت مسؤولا عن مركز لإدارة الطلبة.
وأضاف: كنت أمارس أول مرحلة قيادية في حياتي، فبيئة الحج من أفضل الأماكن لصنع قيادات المستقبل وضابط المرور فقط يتخذ في اليوم أكثر من نحو عشر قرارات وكل قرار عنده مؤثر لكنها تصنع شخصية، ونحن ننشئ مدنا في أسبوعين، وهي مدن هائلة على حجم هائل والقوة البشرية والآلية والممتلكات تدار باحترافية، وحتى نصل إلى الجودة لابد أن يكون لدينا نظام والنظام ليس فقط ألي حتى نظام الرجال بالكامل يعملوا بناء على معطيات موجودة الآن ومتابعة لحظية.
وأردف: حجم وطبيعة المشاعر وقتها عندما أقارنها الآن هناك تغيير جذري، فأصبحنا نوظف الذكاء الاصطناعي أيضا بشكل كبير جدًا وبالتالي يفترض أن كل المخاطر والتنبؤ بها أو وجود أضرار أن تكون ذائبة.
وتابع: مع الخبرات التراكمية؛ يختلف الوضع طبعاً، فأنت الآن تعمل ضمن حوكمة ضمن منظومة تضع سيناريوهات متعددة فلا تتفاجأ، لدينا أيضا خدمة لا بد أن ترتقي عندنا زمن قياسي أيضا للتصعيد والنفرة وعندنا سلامة وأمن كيف نوائم بينها كلها أعتقد نحن قادرون.
وقال "البسامي": يجب أن نعمل على مبدأ الوقاية لأنك تتعامل في سنة من السنوات مع 180 جنسية، فعلم إدارة الوقت جزء من مكونات النجاح، وأعتقد أننا نستطيع أن نصنع المستحيل، فقبل قليل كنت في اجتماع مع وزير الحج ونخطط للحج القادم، ونحن كعسكر هذه خصائصنا نتوجس، لكن في كل مرحلة أعيش خمس أو عشر دقائق مرحلة الإنجاز ثم نبدأ في مرحلة التخطيط التالية يعني قيادة فيها لذة فسعادة الناس أنت جزء منها، في الحج بالذات هناك مواقف سعيدة جداً عندما نرى سعادة الحجاج بأداء هذا الركن.
في سياق متصل، قال الفريق سليمان اليحيى مدير عام الجوازات: عملت في غرفة العمليات المشتركة في الحج حوالي 25 عاماً التي تتطلب أن تكون إنسانا قائدا فعلا وقائدا ميدانيا، وكي تصبح قائدا لا بد أن تنزل إلى الميدان، فخلال فترة من الزمن حققنا شيئا لا نحققه في عشرات السنين.. لماذا؟ لأن هناك إقداما وعزما وهناك طرق نتبعها.
وأضاف: "أريد شيئا يختصر علينا كله ورق ورق، نكتب بالورق، ورق من جهات وفاكسات، كل يوم من أيام الحج أنا أقول أنه يعني عندنا شيء كبير كمسؤولين، لا أستطيع أن أرتاح، فطوال الوقت أتابع الحجاج ذهبوا لمنى، ذهبوا لمزدلفة، لماذا؟ لأن نجاح الحج نجاح لنا كلنا، يدا واحدة كقطاعات كل واحد مستشعر الأمانة، مستشعر أنه لا بد أن ينجح الحج، أهم شيء أنني أرى الحاج سعيدا بقدومه وسعيدا بمغادرته".