بعد عودته للمملكة.. هنا مواقف مشرّفة لفريق الإنقاذ السعودي في زلزال تركيا وسوريا

طفل يصرخ وامرأة حامل ومجوهرات ثمينة
فريق البحث والإنقاذ السعودي في تركيا
فريق البحث والإنقاذ السعودي في تركيا
تم النشر في

"أسوأ حدث تشهده المنطقة منذ 100 عام".. هكذا وصف مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، "مارتن غريفيث"، الزلزال العنيف الذي هزّ سوريا وتركيا قبل أكثر من أسبوعين، والذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأعقبته هزات ارتدادية قوية، ليتم وصفه بأنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن.

ومع تأزّم الأوضاع الإنسانية بسبب الزلزال، كانت الحاجة مُلحة لتضافر الجهود الدولية من أجل إنقاذ الضحايا، وكعادتها كانت السعودية من أوائل الدول التي قامت بمد يد العون للمنكوبين، من خلال إرسال فريق للبحث والإنقاذ، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، ومتابعة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.

نجاح المهمة

ووصل فريق البحث والإنقاذ السعودي بالمديرية العامة للدفاع المدني إلى الرياض، قادماً من جمهورية تركيا بعد أن أنهى أعماله ومهامه، فيمد يد العون والمساعدة للمتضررين من الزلزال، بعدما قدّم أعضاء الفريق أروع الأمثلة في العمل لإنقاذ المنكوبين، ومن خلال مواقف مشرّفة حُفرت في تاريخهم.

ونفَّذ فريق البحث والإنقاذ السعودي مهام الإنقاذ والبحث عن الناجين في 47 موقعاً في 3 مدن تركية، هي: غازي عنتاب وأنطاكيا وكهرمان مرعش، باستخدام أحدث التقنيات والتجهيزات على مدار الساعة.

وضم الفريق المدرَّب وفق أعلى المستويات لمواجهة الحوادث والكوارث وتحقيق الدعم والإسناد الفاعل داخل المملكة وخارجها، نخبة من المنقذين، والأطباء، والمهندسين، والمسعفين، ومشرفي وسائل البحث "K9"، وفنيي الصيانة، وأنظمة الاتصالات، إضافة إلى عديدٍ من المختصين بالأمن والسلامة وفق بناء تنظيمي يشمل أقسام الإدارة والعمليات والدعم اللوجستي والدعم الطبي ووحدة وسائل البحث، ومزود بآليات ومعدات فنية ومستلزمات طبية وأجهزة اتصالات ووسائل بحث "K9" ومواد إيوائية وخيام يجري شحنها في مركبات نقل مخصّصة.

صراخ طفل

وخلال مهمته، نجح فرق البحث والإنقاذ السعودي في إنقاذ عديدٍ من الضحايا، في مواقف مشرّفة كان أبرزها الاستجابة لطفل يصرخ تحت الأنقاض في محاولة للبحث عنه وإنقاذه.

ووثّق مقطع فيديو تناقلته وسائل الإعلام، قيام أعضاء فريق الإنقاذ السعودي الموجودين في أحد المواقع المتضررة من الزلزال بتركيا بالبحث عن طفل سمعوا صراخه تحت الأنقاض في محاولة لإنقاذه، بعدما كانت محتجزاً في صالة المنزل منذ 6 أيام.

وبالفعل، تمّ تحديد موقع لإدخال الكاميرات والمستشعرات الصوتية لرصد موقع الطفل وذلك باستخدام معدات ثقيلة للحفر، حتى تم الوصول إلى الصغير وإنقاذه.

سيدة حامل

كما نجح فريق الإنقاذ السعودي في إنقاذ سيدة حاملٍ في الشهر السادس مكثت تحت الأنقاض 5 أيام في غازي عنتاب، حسبما كشف نائب رئيس الهلال الأحمر السعودي، الدكتور فهد الحجاج.

وتابع "الحجاج" إنه تمّ إنقاذ المرأة الحامل، التي تبيّن أنها في الشهر السادس، وصحتها بخير، وأنها تلقت الإسعافات من فريق طبي بعدما بقيت تحت الأنقاض مدة 5 أيام، حتى تمكنوا من إخراجها، لافتاً إلى أن "المشاعر صعبة في ظل وجود أشخاص كثيرين بانتظار أخبار عن عائلاتهم وأقربائهم".

مبنى منهار

وأظهر مقطع فيديو تم تناقله مشاهد تحبس الأنفاس لفريق الإنقاذ من أبناء المملكة وهو يساعدون طواقم الإنقاذ التركية في استخراج الناجين من الزلزال، حيث ظهر أحد طواقم الإنقاذ السعودي أثناء الدخول أحد المباني المنهارة في مدينة غازى عنتاب؛ لاستخراج الناجين.

مجوهرات ثمينة

وخلال عمليات البحث، عثر الفريق السعودي على مجوهرات وأجهزة إلكترونية وأغراض ثمينة أسفل المباني المنهارة في تركيا.

وفي مقطع فيديو، ظهر أحد رجال الإنقاذ وقد عثر على جهاز لاب توب، وقال إنهم عثروا أيضاً على صندوق مجوهرات أثناء أعمال الانتشال.

وأوضح الفريق السعودي أنهم يقومون بتسليم هذه الأغراض للسلطة المحلية الموجودة معهم في الموقع لمتابعة عملية الإنقاذ.

لم يذوقوا النوم

وخلال مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام، عبّرت مواطنة تركية عن امتنانها لجهود الإنقاذ السعودي، مؤكدة أن أعضاء الفريق لم يذوقوا النوم في سبيل توفير الإمدادات الغذائية والطبية.

ونوّهت الناجية التركية بوصول 13 طائرة محمّلة بالمساعدات لهم، لافتة إلى أن المتطوعين والطاقم الطبي وفرق الإنقاذ القادمة من المملكة كانوا منتشرين في الأماكن التي شهدت الزلزال.

ووجهت المواطنة الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

مشكلات نفسية ومواقف صعبة

من جانبهم، عبّر أعضاء فريق الإنقاذ في غازي عنتاب عن أنهم عاشوا مع ضحايا الزلزال عديداً من المشاعر التي ستبقى حاضرة في أذهانهم لبقية حياتهم.

وقال مشعل السرورـ من فريق الإنقاذ، إن الرجال المشاركين لم يقصروا في جهودهم وعملهم خلال مهمة الإنقاذ.

وروى هارون الحسن، أبرز المواقف التي تعرّض لها وأثرت فيه وهي حمل الأطفال من تحت الأنقاض، ومشهد انتظار الأسر خروج ذويهم أحياء، مؤكداً أنه "مشهد يتعب القلب.. فما عندنا الآن هو تعب نفسي أكثر من التعب الجسدي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org