جاء تفوق شركة أرامكو على مثيلاتها من الشركات العالمية؛ حيث تجاوزت أرباحها بمفردها، صافي أرباح أكبر 5 شركات في مجال النفط مجتمعة بنسبة 6%، وبقيمة 161 مليار دولار، ليرسخ من القيمة الكبيرة لعملاق النفط في أسواق الطاقة العالمية.
فالشركة العملاقة تمتلك سجلاً مبهراً وقوياً في موثوقية الإمدادات من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى، بنسبة موثوقية عالية بلغت 99.9% في عام 2022، وهو العام الثالث على التوالي الذي تحقق فيه الشركة هذا المستوى من الموثوقية؛ مما ساهم في وضعها في قمة شركات النفط والطاقة حول العالم بجدارة.
كما تتمتع "أرامكو" بسمعة دولية فائقة في مجال الاستدامة، والحفاظ على البيئة، والاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وتقنيات تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة؛ وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها بوصفها شركة تعمل في قطاع الطاقة، واضطلاعها بدور جوهري في تحقيق التوازن بين حاجة المجتمعات للنمو الاقتصادي، وتأثيرات التغير المناخي وإدارته.
وأثبتت الشركة العملاقة قدرتها على إنتاج المواد الهيدروكربونية بتكلفة منخفضة، وبكثافة انبعاثات كربونية تُعد من بين الأقل على مستوى العالم، وهو ما يمكنها من تبوء مكانة تضطلع من خلالها بدور مهم في تلبية الحاجة إلى موارد الطاقة معقولة التكلفة، مع الاستجابة في الوقت نفسه للتحديات المناخية.
وأكدت الشركة التزامها بتحقيق الحياد الصفري في أكتوبر 2021، حينما أعلنت عن طموحها بتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الواقعة ضمن النطاقين 1 و2 في كافة المرافق والمنشآت التي تشغلها الشركة وتملكها بالكامل بحلول عام 2050. ويتماشى ذلك مع هدف المملكة بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060 الذي أعلنت عنه ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
جاءت استجابة عملاق النفط العالمي لمسؤوليتها تجاه البيئة، وخفض الانبعاثات الضارة متمثلاً في توقيع اتفاقية تطوير مشتركة بين الشركة ووزارة الطاقة؛ وذلك لإنشاء أحد أكبر مراكز احتجاز الكربون وتخزينه المخطط لها على مستوى العالم في المملكة بمدينة الجبيل، بسعة تخزين تصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2027؛ ليدعم بذلك هدف المملكة المتمثل في التقاط واستخدام وتخزين 44 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.
ووفقاً لتقرير الاستدامة الصادر عن "أرامكو"، فقد وضعت الشركة هدفاً بخفض كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج بما لا يقل عن 15% بحلول عام 2035، مقارنة بنسبة الانبعاثات التي استهدفتها الشركة في عام 2018، وسيقتضي ذلك خفض كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج من 10.2 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي إلى ما لا يقل عن 8.7 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي بحلول عام 2035.
وعلى مسارٍ موازٍ مع هدف الشركة فيما يتعلق بكثافة الانبعاثات، تسعى الشركة إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الواقعة ضمن النطاقين 1 و2 من قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق بواقع 52 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات المتوقعة الناجمة عن أعمال الشركة الاعتيادية بحلول عام 2035.
وبحلول عام 2035، تتوقع الشركة أن ترتفع الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الواقعة ضمن النطاقين 1 و2 بسبب أعمال الشركة الاعتيادية في كافة المرافق التي تشغلها الشركة وتملكها بالكامل إلى 119 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون، بما يتوافق مع إستراتيجية الشركة لزيادة إنتاج النفط والغاز وتطوير أعمال جديدة. ويكمن هدف الشركة في الحد من أثر هذا الارتفاع في حجم الانبعاثات وخفض الانبعاثات المطلقة إلى 67 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.