أقام المركز الثقافي الإسلامي في لندن، برعاية سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة واهتمام من قِبَل نائبة رئيس بعثة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لندن روضة العتيبة، ملتقى للحوار وتشجيع التسامح خلال أسبوع الحوار بين الأديان في المملكة المتحدة.
وقام المركز بدعوة عدد كبير من الشخصيات من مختلف الديانات وعدد من الضيوف البارزين للحضور والتلاقي؛ للتحدث في هذا الملتقى الهام عن قِيَم العلاقات والتسامح بين الحضارات والثقافات وأتباع الأديان. وحضر الملتقى أكثر من 130 شخصًا.
وشكّل الحوار والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين، مكونات رئيسية للمناقشات والكلمات التي دارت وألقيت في المناسبة. وهي قِيَم أساسية في نهج وعمل واستمرار المركز الثقافي الإسلامي في لندن.
والْتقت قِيَم المركز الثقافي الإسلامي مع مفاهيم الملتقى ومخرجاته التي رعتها سفارة الإمارات للدعوة الجادة والمسؤولة نحو التعددية والتسامح والسلم والأمن والأمان، وصون الحريات واحترام الآخر، وترسيخ قيم الاحترام والمساواة، ونبذ الكراهية والعصبية، وأن الاختلاف لا يعني الخلاف والتقاتل.
وسعى الملتقى نحو العمل والتنسيق بُغية إيجاد أرضية ضخمة لتشاركية فكرية وثقافية لنبذ العنف والتطرف والتمييز؛ لتكون هذه الاجتماعات لقاءً بين الشرق والغرب، ورسالة السلام وجسرًا للتفاهم بين الشعوب؛ وهذا ما أكده الجميع من مختلف الجاليات.
وألقى ممثل سفارة الإمارات ورئيس قسم الشؤون السياسية أحمد العبدولي، كلمةً شكر فيها المركز، وشرح جهود الإمارات في تعزيز التسامح عبر مبادرات وبرامج متعددة تدعمها الدولة وتهتم بها.
كان من بين الضيوف ممثلو الأديان اليهودية والمسيحية والهندوسية والسيخية والبوذية، وألقى كل واحد منهم كلمة حول هذه القيم السامية التي اتفقت عليها الديانات، كما شارك في المناسبة عدد كبير من الجاليات الإسلامية في بريطانيا ومستشارون وخبراء، وعدد من الدبلوماسيين من بينهم محمد حسين إدريس الوزير المفوض ونائب رئيس البعثة في سفارة جمهورية السودان.
وألقى مدير المركز الدكتور أحمد الدبيان، كلمة استعرض فيها اتفاق الديانات على القيم الكبرى والسعي لرقي الإنسان وشَكَر مجلس أمناء المركز الثقافي الإسلامي وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة على رعايتها للمناسبة، وأشاد بخطوة الإمارات بدعوة العام ٢٠١٩م عامًا للتسامح. وعدّد جهود عدد من المؤسسات الرائدة في مجال الحوار كرابطة العالم الإسلامي ودورها المتنامي عالميًّا في هذا المجال.
كما عدّد نماذج للتسامح طوال التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة والخلفاء، وعدّد أسماء مجموعة من الشخصيات المسيحية واليهودية التي خدمت الحضارة الإسلامية في العهد الأموي والعباسي والأندلسي، كما عرج على تطور آداب الأقليات الدينية في العهد الإسلامي، كما لدى السريان في سوريا وبلاد الشام والعراق، وكما لدى اليهود في الأندلس.