
يرجع تاريخ العلاقات السعودية الكورية الجنوبية إلى العام 1962م، حيث تطورت بشكل مطرد حتى تم افتتاح سفارة لكوريا الجنوبية في مدينة جدة عام 1972.
وأخذت العلاقات بين البلدين مسارًا سلميًا عبر قنوات دبلوماسية، ومنذ ذلك الحين والعلاقات تسير بشكل جيد، وخصوصًا فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والتجاري.
ومن هذه الجهة تعد كوريا الجنوبية من أكبر الدول المستوردة للنفط، إضافة إلى عددٍ من الصادرات الأخرى، وتصدر كوريا الجنوبية إلى المملكة سلعًا ومنتجات مثل المواد الصناعية والسيارات والأنسجة وغيرها.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نموًا مطردًا، حيث بلغ خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 470 مليار ريال؛ فيما بلغ عام 2021 نحو 100 مليار ريال؛ منها 87 مليار ريال صادرات لكوريا، و13 مليار ريال واردات كورية للمملكة بزيادة قدرها 45 %، وخلال العام ذاته شهدت الصادرات السعودية زيادة بنسبة 61 %، وانخفضت الواردات بنسبة 12 %؛ فيما بلغ 81.7 مليار ريال خلال النصف الأول من العام 2020.
كما يرتبط البلدان بعددٍ من الاتفاقيات في مجال تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، والتعليم العالي، والاتصالات وتقنية المعلومات، والإحصاء، والحكومة الإلكترونية، والسيارات، واقتصاد الهيدروجين، والتأمين الطبي، والثقافة، والإشراف على المؤسسات المالية، والصناعات، والأبحاث، والتقنيات العسكرية وغيرها من الاتفاقيات.
من جهة أخرى، أسفرت زيارتا سمو ولي العهد لكوريا عام 2019 و2022 عن توقيع اتفاقيات مهمة بين البلدين، كان أبرزها، توقيع شركة "إس- أويل"، كبرى شركات تكرير النفط المملوكة لشركة "أرامكو" السعودية، ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة إنشاءات كورية جنوبية للهندسة والحيازات والبناء كجزء من مساعيها لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "شاهين"، ويتطلب المشروع، الذي تبلغ تكلفته سبعة مليارات دولار، بناء منشآت في مصنعها في مدينة "أولسان" جنوب شرق البلاد، في خطوة لتوسيع أعمالها في البتروكيماويات.
كما شملت الاتفاقيات الأخرى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار السعودية وشركة "هيونداي روتيم" بشأن مشروع السكك الحديدية في "نيوم"، واتفاقية مع شركة "لوتيه فاين كيميكال" بشأن المشروعات الكيماوية.
كما تضمنت اتفاقيات بين شركة "سامسونج سي آند تي" وصندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن نموذج معياري للأعمال التجارية وتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر.
من جهة أخرى وفرت رؤية سمو ولي العهد 2030 فرصة للبلدين لتعزيز الاستثمار؛ ولاسيما أن كلا الجانبين أبدى اهتمامًا كبيرًا بمشروع مدينة "نيوم" ومشروع البحر الأحمر.
وتسعى كوريا الجنوبية إلى تنويع التعاون ليشمل المجالات الجديدة مثل الترفيه، وتكنولوجيا الطيران، والسياحة والصناعات الحيوية؛ حيث تنشط السعودية استثماراتها في تلك الصناعات.