اشتهر العرب في الجزيرة العربية بالتفاخر بألوان إبلهم، التي تعد تراثًا ثمينًا خلّفه الأجداد للآباء، والآباء للأبناء، حيث تُسمى بقاموسهم "تلاد" أياً كان لونها، ويبذلون جهودهم للحفاظ عليها ورعايتها بشكل جيد.
ومن أشهر ألوان الإبل المعروفة "المجاهيم"، وتسمى "الإبل النجدية" وتتصف بسواد لونها، وكبر حجمها وغزارة إنتاجها للحليب، و "المغاتير" ومنها "الوضح"، وهي متوسطة الحجم معتدلة الإدرار للحليب جميلة المظهر، و "الشقحاء" أقل بياضًا من الوضح وهي نوع من أنواع المغاتير إنتاجها للحليب متوسط، و "الشعلاء" لها ألوان متداخلة بين الأحمر والأشقر متوسطة الإنتاج للحليب تمتاز بسرعة الجري، و "الصفر" تمتاز بغزارة وبرها ولونها خليط بين الأبيض والأحمر وإنتاجها من الحليب متوسط، و "الحمر" متوسطة الحجم قليلة إدرار الحليب، و"الأوارك" وتسمى "حر الإبل" أحجامها متوسطة إلى صغيرة، متوسطة الإدرار للحليب وذات وبر خفيف، وسُميت "بالأوراك" لوجودها في المناطق التي تنمو فيها أشجار الأراك.
وتمتاز الإبل بعدد من الخصائص الجسمانية أهمها: شفاه مشقوقة تُساعدها على تناول النباتات الشوكية بسهولة، كما تُمكنها من إغلاق فتحات الأنف أثناء العواصف الرملية، وتُصنف الإبل من المجترات، حيث تتمكن من تخزين الطعام والماء في أكياس داخل المعدة ثم تستعيده للمضغ مرة أخرى، كما تحتوي أعناقها الطويلة على غدد لعابية خاصة مهمتها ترطيب النباتات الجافة، مما يُمكنها من تناول أي طعام مهما كان، وسنامها قادر على تخزين الدهون الموجودة في طعامها لاستعمالها كمصدر للطاقة فيما بعد إذا لم يتوفر الطعام.
وتتسم كذلك بأن لها جلداً غليظاً جداً يُساعدها على تحمل لسعات الحشرات وحرارة الجو، ووبرها عاكس لأشعة الشمس ولهذا تستطيع الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، وغددها العرقية قليلة جداً مما يُقلل من فقدانها للمياه ويُحافظ على سيولة الدم في درجات الحرارة العالية، والإبل قادرة على تعديل درجة حرارتها بما يلائم الجو كما أنها من ذوات الدم الحار ودرجة حرارة جسدها الطبيعية 42 درجة مئوية في النهار و34 درجة في الليل دون أن تمرض .
وهيّأ الخالق سبحانه وتعالى جسد الإبل للحد من استهلاك الأكسجين عند ارتفاع درجة الحرارة، ويساعد الخُفّ الإبل على التنقل على الرمال الناعمة بخفة ورشاقة دون أن تغرس أقدامها فيها مما يقلل شعورها بالتعب ويرفع من سُرعة تنقلها .
وتتحمل عيون الإبل العواصف الترابية بشكل فريد، حيث تحتوي على جفن شفاف يُمكنها إغلاقه أثناء العاصفة مع استمرار رؤيتها بوضوح، كما أن لها رموشًا طويلة تحمي العينين، كما أن الإبل لها قدرة هائلة على تحمل العطش مدة قد تصل لشهر كامل إذا كان الجو بارداً، أما في درجات الحرارة المرتفعة فيُمكن أن تكتفي بمرة واحدة في الأسبوع.
وتتميز كذلك بأنها قادرة على شرب كميات هائلة من المياه في زمن قياسي دون أن تمرض أو تموت كباقي الكائنات الحية لأن كمية الدماء في جسدها أعلى بكثير من باقي الحيوانات، وشكل كريات الدم الحمراء لديها مُختلف وقابل للتمدد والتغير مما يُساعده على تخزين المياه لمدة أطول.