مِن رَحِم الأزمة يظهر المخلصون .. "متحدث التجارة" يحارب في معركة الاحتكار بسلاح "اطمئنوا"

"الحسين" كان حاضرًا وفريقه المجتهد على منصات التواصل لتتبع المخالفين ودحض الشائعات
مِن رَحِم الأزمة يظهر المخلصون .. "متحدث التجارة" يحارب في معركة الاحتكار بسلاح "اطمئنوا"

بصوته الهادئ كان يعيد الهدوء والاطمئنان إلى المواطنين والمقيمين مع كل محاولة للموتورين لصناعة أزمات غذاء من لا شيء، أو احتكار منتجات ضرورية، وبتفاعله السريع وتغريداته القوية كان حاضرًا وفريقه المجتهد على منصات التواصل الاجتماعي؛ لتتبع المخالفين، ومتابعة البلاغات، ودحض الشائعات، ونشر الوعي.. هكذا كان عبدالرحمن الحسين المتحدث الرسمي لوزارة التجارة، الذي يمثل نموذجًا للمسؤول الوطني الكفء في منصب يحتاج إلى الأكفاء.

يمكن القول: إن أزمة "كورونا" الأخيرة كانت كاشفة على كل المستويات؛ فقد كشفت -بلا شك- عن معادن الرجال، وأظهرت المسؤول الوطني الذي يعمل لأجل وطنه من غيره.. المتحدث الرسمي لوزارة التجارة كان أحدهم، فقد خطف الأنظار بعمله الدؤوب، وجهده الجهيد، وأصبح حسابه على "تويتر" ملاذًا آمنًا للمواطنين والمقيمين يبحثون فيه عمن يبث لهم الطمأنينة في أكثر الأوقات احتياجًا لها.

فتفاعل "لسان التجارة" كان حاضرًا ومثار إعجاب على "تويتر"، فهو لا يهدأ من البحث عن المخالفين، وتتبع بلاغات المخالفات واحتكار السلع، ثم يطبعها بختم "تم القبض"؛ فيُدخل الاطمئنان والسرور على القلوب. فكلما وجد أحدنا مخالفة معينة أو احتكارًا لسلعة ما؛ وجد "الحسين" ورجاله لها بالمرصاد.

كما كان -وما زال- لا يهدأ له بال حتى ينشر الفيديوهات التوعوية بلسانه، وعبر البرامج التلفزيونية المختلفة، ويدحض كل الشائعات على "تويتر"، والمنصات الاجتماعية المختلفة، والتي تمس أمن الوطن الغذائي.

فـ"السلع متوفرة وبكميات هي الأكبر في الشرق الأوسط".. تلك الكلمات ينطقها متحدث التجارة، فتصبح مثل "الدواء" على مسامع السامعين تُداوي وتنشر الطمأنينة في قلوب الملايين من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، و"الترياق" الذي يبخر سموم الموتورين وناشري الشائعات. فلم نشاهد الهلع والفزع وإفراغ الأرفف بطريقة عشوائية من المتسوقين، كما شاهدنا في الدول الأخرى؛ لأنه ليس هناك فقط وفرة في المعروض تكفي شهورًا وشهورًا؛ بل لأن هناك أيضًا رجالًا مثل "الحسين" نشروا الوعي والطمأنينة بين الناس؛ فاستكانوا وارتاح بالهم.

فيما كانت لمبادرته الناجحة "التسوق في الصباح"، التي أطلقتها "التجارة"، الأثرَ الكبير في تغيير أنماط التسوق لدى الكثير من المتسوقين في زمن "كورونا"، بعد أن أثبت التسوق الصباحي فاعليته، وأبانت الإحصاءات عن أن 3 دقائق للتسوق في الصباح، تصبح 30 دقيقة في وقت الذروة؛ إذ إنه أوفر لوقت المواطنين والمقيمين، وأكثر أمانًا لصحتهم؛ للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

مسيرة طويلة

و"الحسين"، لمن لا يعرف، إعلامي قدير أفنى أكثر من 20 عامًا من عمره في ميادين الإعلام ودهاليزه، وصناعة المحتوى، وهو المتحدث اللبق الذي عمل في 3 جهات حكومية كناطق رسمي. فقد بدأ حياته المهنية من باب التقديم الإذاعي، فكان حاضرًا مع إذاعة الرياض، ومنها انتقل إلى التقديم التلفزيوني من خلال القناة الأولى، وكان من المؤسسين لقناة "الرياضية"، ثم انتقل للعمل في قناة "الإخبارية".

وقدّم في أكثر من 20 عامًا عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وحاز جائزة مهرجان الخليج ١٢ للإعلام كأفضل برنامج توعوي، وحَظِيَ بتكريم من عدد من الجهات الحكومية والأهلية.

وفضلًا عن عمله في أكثر من جهة في القطاع الخاص على مدار السنوات، عمل "الحسين" متحدثًا رسميًّا للصندوق الخيري الاجتماعي، ولوزارة الشؤون الاجتماعية، قبل أن يستقر به الحال مشرفًا عامًّا على التسويق والاتصال والمتحدث الرسمي لوزارة التجارة ولسانها الفصيح.

وفي مسيرته المهنية الناجحة، حَظِيَ "الحسين" بشرف مرافقة الوفود الإعلامية المرافقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، والملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، كما شارك في عدد من المؤتمرات الإعلامية والثقافية العربية والدولية بصفته متخصصًا في قضايا الاتصال والإعلام والتوعية.

هكذا عرفناه

يقول "الحسين" في سحور الإعلاميين قبل عامين: "يقولون لي لِمَ أصابك الشيب (الشعر الرمادي) مبكرًا؟.. فأرد عليهم: ليس له علاقة بالعمل، أنا مستمتع بعملي، وليس فيه أي تعب أو جهد ولله الحمد".. وهو رد يكشف لنا عن شخصية "متحدث التجارة" باختصار؛ فهو رجل محب لعمله، ويستمتع به، ولا يجد أي غضاضة في بذل المجهود والأوقات مقابل خدمة وطنه وقيادته، وأبناء وطنه والمقيمين فيها، مهما كانت النتائج والتبعات.

يعرّف "الحسين" نفسه على حسابه في "تويتر" بـ"سعودي يحاول رد شيء من الجميل لوطنه"، فتتفقد حسابه فتجد عينًا ساهرة على أمن الوطن الغذائي، وعلى جودة ما يقدم للمواطن والمقيم من منتجات وبضائع؛ فضلًا عن مبادراته الدورية، ودعمه اللا محدود لبيئة الأعمال التجارية وروادها وشبابها.. فتعي وقتها كم قدّم "الحسين" لوطنه من جهد ووقت وعمل، برغم أن لا أحد يمكن أن يوفي الوطن الجميل أبدًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org