منذ بدء تفشي فيروس كورونا وقيادتنا في هذا الوطن الغالي تتخذ إجراءات عديدة، جميعها تصب في مصلحة حماية الوطن والمواطن، وكل مَن على أراضي هذا الوطن. وجميع تلك القرارات كانت استثنائية، وغير مسبوقة، وتصب في كل اتجاه. وكشفت تلك القرارات البنية التقنية العالية التي تتمتع بها المؤسسات الحكومية في العديد من القطاعات التعليمية والخدماتية.. واستطعنا أن ننجز 90 % من أعمالنا دون أن تتأثر المنظومة العامة للدولة، بل وجدنا حلولاً مختلفة وبديلة، تجعلنا كل يوم نفتخر بهذا الوطن.
هذا - بلا شك - يعزز من حجم الثقة بأننا قادرون على تجاوز الكثير من الأزمات حتى على الصعيد الاقتصادي. فحزمة القرارات التي أعلنتها مؤسسة النقد تؤكد متانة الاقتصاد السعودي، وحرص الدولة على حماية المكتسبات، بل تعطينا مؤشرًا واضحًا عن حجم النتائج الإيجابية التي تحققها رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وحجم التحوُّل والإنجاز في سنوات بسيطة؛ وهو ما جعلنا نقف أمام هذه الأزمة بكل ثقة وقوة.
دولتنا بحكمتها كانت واضحة منذ أول يوم، ولم تسعَ في إخفاء الأمر كما هو الحال مع بعض الدول، وكانت تعمل بشفافية، وبشكل سريع ومدروس وتدريجي، وتضع الحلول المناسبة والبديلة مع كل قرار يصدر. وفوق هذا كله لم تعزل نفسها عن العالم، بل بادرت بتقديم المساعدات والعمل مع العالم للقضاء على هذا الوباء. وكان آخر ذلك ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من عزم السعودية على التنسيق والتعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء، وتبني السياسات الملائمة لتخفيف أعبائه الاقتصادية، واتصالاته مع قادة دول العالم.
في المقابل كان هناك شعب يمثل أخلاقيات هذا الوطن بما قام به من تجاوب.. وكلنا رأينا وقرأنا تلك المبادرات التي تُقدَّم من قِبل المجتمع، فئات وأفرادًا، لخدمة الوطن، والوقوف معه يدًا واحدة.
لذلك يحق لنا اليوم أن نفتخر بهذا الوطن قيادة وشعبًا، وبأخلاقنا التي نستمدها من ديننا وعاداتنا التي نؤكد من خلالها أننا جسدٌ واحدٌ.
نسأل الله أن يجلي الغمة عن الأمة، وأن يرفع البلاء والوباء، وأن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، وأن يحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا..
ما يحدث اليوم يُشعرنا بحجم النِّعَم التي نعيشها في هذا الوطن، وأن المحن والأزمات تُظهر أجمل ما لدينا، وتُظهر حقيقة هذا المجتمع المتماسك الذي يقف دائمًا صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص، يزداد قوة مع كل أزمة تظهر.