فُجعت محافظة شقراء بوفاة مُعلِّم التربية البدنية بابتدائية ابن تيمية عبدالله عبدالرحمن الشيحة؛ وذلك إثر نوبة قلبية ألمت به في منزله، بعد أسبوع من بداية العام الدراسي، وعد خلاله مدير المدرسة بتحقيق بطولة كرة القدم في دوري المدارس، كما حققها العام الماضي للمدرسة.
وتفصيلاً، كان مُعلِّم التربية البدنية بابتدائية ابن تيمية بشقراء عبدالله الشيحة قد عاد مع المعلمين للدوام مع بداية هذا العام ١٤٤٥هــ، واستمر في دوامه طيلة الأسبوع الأول، ووعد خلاله مدير المدرسة بتحقيق بطولة كرة القدم لدوري مدارس تعليم شقراء، كما حققها العام الماضي.
ومع دوام الأسبوع الثاني، وفي صباح يوم الأحد، انتظر الطلاب والمعلمون ومنسوبو المدرسة زميلهم "عبدالله بن عبدالرحمن الشيحة"؛ ليتسلم قيادة الاصطفاف الصباحي الذي كان يقوم به منذ أن بدأ رحلته مع التعليم التي استمرت لأكثر من ٢٧ عامًا، إلا أن المعلم الخلوق لم يحضر وسط استغراب الجميع من تأخره؛ إذ لم يُعهد عنه تأخُّر ولا غياب.
وفي الحال قام زميل المعلم (معلم التربية الآخر بالمدرسة) بتنفيذ الاصطفاف الصباحي نيابة عن المعلم الشيحة، وسط ذهول من منسوبي المدرسة؛ إذ فقدوا صوت المعلم الذي لم ينقطع عن أسماعهم منذ سنوات.
وبعد الانتهاء من الاصطفاف الصباحي قام مدير المدرسة بالاتصال بجوال المعلم الشيحة إلا أنه لم يرد على الاتصالات بالرغم من تكرار الاتصال، بعدها قام زميل الشيحة (معلم التربية الآخر بالمدرسة) بالاتصال به مرات عدة، ومع ذلك لم يرد.
استمرت الاتصالات بالمعلم الشيحة حتى المساء، وبعد صلاة العشاء لم يستطع زميل المعلم الصبر، وأراد الاطمئنان على زميله؛ فتوجَّه لمنزله، وقام بطرق الباب، إلا أن المعلم لم يرد عليه.
وبعد لحظات وصل ابنا المعلم ووالدتهما - وكانوا في سفر - ليقفوا بسيارتهم أمام المنزل، ويلتقوا زميل والدهم عند الباب، فسألوه عن سبب قدومه، فقال: قدمت للاطمئنان على الوالد؛ إذ لم يحضر للدوام اليوم، ولا يرد على الاتصالات. فأجابوه بأنهم قَدِموا من السفر للسبب نفسه؛ إذ أكدوا أنهم يتصلون به ولا يرد عليهم، وطلبوا من المعلم الدخول معهم لمنزلهم للتأكد من سلامة والدهم.
وبعد دخولهم كانت الفاجعة والصدمة؛ إذ وجدوا المعلم متوفَّى في منزله إثر سكتة قلبية. وعلى الفور تم إبلاغ الجهات الأمنية لتباشر الحادثة وفق الإجراءات المتبعة.
وشيَّعت جموع غفيرة من المعلمين والطلاب والمواطنين المعلم "الشيحة"، الذي ضرب مثلاً في التواضع والإخلاص في العمل، حتى اشتُهر بمعلم الاصطفاف الصباحي في المدارس التي عمل فيها.
خبر وفاة المُربي الفاضل فجع محافظة شقراء كافة، والأسرة التعليمية خاصة؛ لما يمتلك الفقيد من أخلاق عالية، وتواضع جم، وحُسن تعامُل مع الجميع؛ فقد كان دائم الابتسامة، دمث الأخلاق، يتعامل مع طلاب المدرسة ومعلميها معاملة الأخ والأب والصديق.. فكسب بحُسن خلقه حب الجميع، وكان -رحمه الله- كما وصفه زملاؤه صاحب خُلق رفيع، وابتسامة لا تنضب، وإحسان دائم، سمح المحيا، طيب النفس، لا يُمل حديثه.
ونعت إدارة تعليم شقراء المعلم الشيحة قائلة: "نسأل الله سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة لزميلنا وأخينا معلم التربية البدنية بابتدائية ابن تيمية عبدالله بن عبدالرحمن الشيحة؛ فقد كان -رحمه الله- من خيرة الزملاء أدبًا وخلقًا وأداء وإخلاصًا وإنجازًا في عمله، وحُسن تعامُله مع أبنائه الطلبة؛ فكسب السمعة الطيبة والذكر الحسن".
وأكدت: "كان الفقيد مربيًا فاضلاً، له أثر كبير على زملائه من طلاب ومعلمين وإداريين؛ إذ كان متواضعًا، لين الجانب، مخلصًا في عمله".
وتابعت: "نتقدم لأسرة الفقيد كافة بأحر التعازي والمواساة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان".
وقدم مدير ابتدائية ابن تيمية تركي محمد الرويس التعازي لذوي المعلم المتوفى، وقال: "نرفع أحر التعازي وأصدق المواساة إلى ذوي المعلم الفقيد، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. والحمد لله على قضائه وقدره".
وأضاف: "الفقيد من المعلمين المتميزين في الانضباط الدراسي، وله مبادرات عدة، وقريب من الطلاب، ومشارك في أنشطة الإدارة، وكان آخرها تحقيق بطولة دوري المدارس بتعليم شقراء لعام 2023".
"سبق" تتقدم بالتعازي لأسرة الشيحة في وفاة المعلم الخلوق، وتخص بالعزاء ابنَيْه وزوجته، وتدعو الله -جل جلاله- أن يُعظِّم أجرهم، ويلهمهم الصبر والسلوان.