"حارسة أمن" .. هل ترى النور في مدارس البنات قريباً؟

أسر ومعلمات يطالبون بها.. ومختصون يشترطون التأهيل والتدريب
"حارسة أمن" .. هل ترى النور في مدارس البنات قريباً؟
تم النشر في
- معلمات: ضرورة للحفاظ على الأمن والحد من الظواهر السلبية
- عضو الشورى العطيشان: بيروقراطية المسؤولين وراء غياب القرار
- الكاتب السحيمي: المعلمة قادرة على أن تكون حارسة أمن إذا تم تدريبها
- المستشارة النفسية فائقة بدر: فكرة رائعة إذا تم تدريبهن
- الكاتبة سوزان المشهدي: أخشى أن تفرض سلطتها بشكل غير سوي
 
ريم سليمان – سبق – جدة: لا تزال فكرة حارسات أمن لمدارس البنات تتأرجح بين الرفض والقبول. فرغم أهمية الفكرة للحد من المشاكل والظواهر السلبية الموجودة في مدارسنا إلا أنه لا يزال هناك شكوك ومخاوف من تنفيذها على أرض الواقع لغياب الكوادر المؤهلة والمدربة. وهناك من يرى أن باستطاعة المعلمة أن تقوم بدور حارسة الأمن داخل المدرسة إذا تم تدريبها، إلا أن اللافت في الأمر أن "التربية" لم ترَ للحارسة أهمية حتى الآن، رغم كثرة الشكاوى والمشاكل. وتبقى الحقيقة الواضحة أمام الجميع هي ضرورة إعادة الانضباط والأمن داخل مدارس البنات، سواء بحارسة أمن، أو بمشرفة مؤهَّلة.
 
الحد من المشاكل
وقالت إحدى الأمهات لـ"سبق": إن وجود حارسات أمن بات ضرورة ملحة لسرعة التدخل والسيطرة على المشكلات التي تحدث بين الطالبات قبل تفاقمها، كما أنها ستقلل من تجرؤ الطالبات على بعضهن وعلى المعلمات. وهناك الكثير من المشاكل تأتي بها ابنتي يومياً من فرض سيطرة إحدى الفتيات على الأخرى، وغيرها من المشاكل التي لا تقوم المعلمة بحلها.
 
 وتساءلت أم أخرى: لماذا لا توجد حارسة أمن في المدرسة؟ فهي مجتمع نسائي؛ ويحتاج إلى حائط صد نسائي، يمنع التجاوزات في ظل التكدس الموجود في المدارس الحكومية.
 
في حين لم تفهم ثالثة السبب في تأخير وجود حارسات أمن إلى الآن، رغم أهميتهن القصوى داخل المدارس.
 
 
تقليل المشاجرات
من جهتها، أفادت المعلمة أم سيف بأن وجود حارسة أمن سيخفف من المشاجرات بين الطالبات، خاصة في المرحلة الثانوية، كما سيساعد المعلمات المناوبات في ضبط الطالبات أثناء الفسحة والانصراف، مؤكدة أنه سيحد من انتشار ظاهرة "البويات" بين المعلمات والطالبات.
 
وبسؤالها عن سعي المدرسة لإيجاد حارسة أمن قالت: لا يوجد أي حديث بهذا الشأن. والجميع يبدى إعجابه بالفكرة، بيد أنه لا خطوة إيجابية نحو هذا الموضوع، على الرغم من أهميته القصوى.
 
 
زيادة الانضباط
وقالت الفردوس سميرة الحركان (مديرة مدرسة) إن وجود حارسة أمن من الأفكار الرائعة التي تحتاج إليها المدارس، خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، على أن يَكُنَّ موجودات في ساحات المدرسة وعند البوابات وبين الطالبات لمراقبة أي سلوك خاطئ بينهن، كالتدخين أو تداول العقاقير، وما شابه ذلك.
 
ورأت أن للحارسة فائدة كبيرة في زيادة الأمن والانضباط داخل المؤسسات التعليمية.
 
وأعربت المعلمة جوهرة عن أمانيها بوجود حارسات أمن داخل المدارس لنشر الأمن، وحل المشكلات التي تحدث بين البنات، والحد من كثير من الظواهر الخفية التي انتشرت في كثير من المدارس، وقالت: لا أعلم سبب التأخر في أخذ تلك الخطوة التي ستحل كثيراً من المشاكل.
 
تنقية الأجواء
ومن جانبه، رأى عضو مجلس الشورى عبدالعزيز العطيشان أن تعيين حارسات أمن في مدارس البنات أمرٌ مهمٌّ وضروريٌّ. فقرارات الملك الأخيرة فتحت المجال للمرأة بالعمل في الأماكن التي تتلاءم مع المرأة، وعملها حارسة في مدارس البنات أولى.
 
وأشار إلى العديد من المشاكل التي يمكن أن تُحلّ في مدارس البنات إذا وُجدت حارسة مدرَّبة ومهيَّأة للتعامل مع البنات في كل مرحلة؛ ما سيساهم في تنقية أجواء المدارس من الفاسدات. لافتاً إلى ضرورة فرضها على المدارس الحكومية.
 
بيروقراطية المسؤولين
وبسؤاله عن العوائق التي تقف حائلاً أمام وجود حارسات، أجاب: لا توجد عوائق سوى البيروقراطية. هناك هجوم على عمل الكاشيرات إلا أن الواقع يشير إلى أنهن أكثر التزاماً في العمل ومواعيد الدوام. مشدداً على أهمية الاختيار الجيد.
 
وقال العطيشان: حارس المدرسة يقف في الخارج، وليس له علاقة بما يحدث داخل المدرسة؛ فلماذا لا توجد حارسة داخل المدرسة، تنظم الأمور الداخلية، وتتولى أمر الطالبات؟ لافتاً إلى دورها في تنظيم النواحي الأخلاقية بين الفتيات.
 
 وأضاف: هناك مدارس تحترق، وهناك مدارس يحدث فيها حوادث بسيطة، لا تستطيع الإدارة التعامل معها، ويُمنع دخول الرجال، فلِمَ لا تُدرَّب الحارسة على التعامل مع هذه المواقف لحين وصول المختص؟
 
التدريب والتأهيل
أما المستشارة النفسية الدكتورة فائقة بدر فاعتبرت أن عمل المرأة حارسة أمرٌ مهمٌّ وضروريٌّ، لكن لا يجب أن نتعامل معه من ناحية خلق وظيفة للمرأة فقط، بل ينبغي أن تكون الحارسة مدربة ومؤهلة للتعامل مع مرحلة عمرية معينة.
 
وقالت: التعامل مع الأطفال يختلف عن التعامل مع الطالبات في سن المراهقة. مبدية تخوفها من أن تصبح حارسة الأمن مصدراً للمشاكل بدلاً أن تقلل منها.
 
وأضافت بأن الوزارة عليها أن تفكر في هذه الخطوة بشكل جدي، على أن يكون الهدف منها خلق مناخ دراسي جيد، ويتعلمن كيفية التعامل ومواجهة المشاكل الطلابية بمختلف أنواعها. وأكدت أن كل مرحلة عمرية لها طريقة في التعامل، وإذا نجحت الوزارة في إيجاد كوادر مؤهلة سيقلل ذلك من الظواهر السلبية الموجودة في مدارسنا.
 
استغلال سلطتها
أما الكاتبة سوزان المشهدي فأبدت مخاوفها من فكرة وجود حارسة أمن، وقالت: أخاف أن يتحولن إلى سلطة كبرى، تمارس سلطتها، وتفرضها بشكل غير سوي. وأعربت عن شكوكها في أن تقوم "التربية" بالتدريب بصورة مهنية، تفهم بها الحارسة صلاحيتها، ومحذرة من فتح المجال لوظائف دون تأهيل وتدريب؛ فذلك آفة نعانيها في جميع المجالات.
 
تدريب المعلمات
من جهته، رفض الكاتب محمد السحيمي وجود حارسة أمن داخل مدرسة بنات، وقال: المعلمة والمشرفة والمراقبة يستطعن القيام بهذه المهام؛ حتى لا نُشعر الطالبة بأنها مراقَبَة. وتساءل: لماذا لا تتدرب المعلمات والمشرفات وغيرهن من الكوادر داخل إدارة المدرسة على التعامل مع الأزمات ومواجهة مشاكل الطالبات؟ معتبراً أنه لا ينبغي تخصيص شخص معين لهذه المهنة.
 
وأوضح أن المعلم فَقَد هيبته بعدما ابتعد عن الدور التربوي، واكتفى بدور التعليم فقط. لافتاً إلى أن التعامل مع الطالبات والسلوكيات الغريبة، حتى مشاكل الطالبات في الفسحة المدرسية، من شأن المعلمة؛ فبدلاً من إحضار حارسة أمن علينا أن نقوم بتدريب المعلمات على التعامل مع النفس البشرية في كل مرحلة.
 
وأبدى السحيمي أسفه على حصر دور المعلم في التعليم، ونسيان الدور الرئيسي، ألا وهو التربية، بل نطالب الآن بحارسة أمن تربي أبناءنا، وتتعامل معهن!
 
كما أنحى باللائمة على "التربية" لعدم تدريبها المعلمات بشكل تربوي، وقال: طالما ما زلنا نرفع شعار التربية والتعليم فعلينا أن نعلِّم المعلمة أنها حارسة لأمن الطالبات داخل المدرسة بمساعدة الإدارة بأكملها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org