دخل الإسلام بسبب سؤال غريب غيّر مجرى حياته، وظل يعيش في ذاكرته ويقفز بسماء مخيلته منذ أن كان في السابعة من عمره، هكذا وصف "رزفان فيليكو" من دولة رومانيا، أحد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، قصة دخوله للإسلام.
وتفصيلاً، يقول "رزفان 48 عامًا" : "بدأت قصتي عندما كنت طفلاً في السابعة من عمري، حينما رأيت الناس من حولي يصلون لآلهتهم، وسألت والدتي عن المسيح عليه السلام، وهو كيف المسيح هو الله وهو يصلي!، وإذا كان المسيح هو الله.. فلمن يصلي؟، عندها لم تستطع أن تعطيني إجابة شافية وتقنعني، وظل هذا السؤال يكبر في ذهني".
وأضاف :"بعد أن كبرت وتعلمت، وبدأت أقرأ وأتفكّر، أصبحت تجمعني علاقة صداقة مع العرب المسلمين في رومانيا، وأُعجبت بانضباطهم وأسلوب حياتهم، وصيامهم في رمضان، ونقاء عبادتهم، وأصبحت أبحث عن هذا السر من خلال قراءتي عن الإسلام".
وأثناء قراءة "رزفان" ترجمة القرآن إلى الرومانية قبل أن يسلم وجد إجابة سؤاله أن المسيح ليس ابن الله، وإنما هو عبد من عباد الله يؤدي الفروض التي تطلب من العبد تجاه خالقه، وهنا جاءت نقطة التحول في حياته أن مَنَّ الله عليه باعتناق الإسلام.
ويروي المسلم الجديد "رزفان فيليكو" ردّة فعل أهله وعائلته وجيرانه فور سماعهم الخبر، حيث حاربوه، إلا أن زوجته كانت أقل منهم حدّة، ولم تنبذه كبقية أهله والمجتمع من حوله ، ثم تعرض بعدها إلى المضايقة من أهله فأصبحوا يتعمّدون الذهاب بولده وابنته إلى الكنيسة ليرسخوا ثباتهم على الدين المسيحي.
وأردف: أنه دعا الله سبحانه وتعالى أن يهدي أولاده للإسلام فمنَّ الله عليه بعد شهرين حيث جاءه ولداه ليخبراه أنهما يريدان أن يعتنقا الإسلام فأسلما.
وأضاف الروماني "رزفان" : جاء اختياري مشمولاً ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة بمثابة المكافأة لي، ولتعزيز عقيدتي وتنقيتها من شوائب البدع، وبالفعل وجدت هنا في المدينة خلال الأيام القصيرة التي قضيتها النقاء والوسطية، وفي اتصال مع زوجتي أبلغتها أنني في المسجد النبوي الشريف، فقالت: أنت الآن بين أهلك وإخوانك، داعيًا الله أن يهدي زوجته للإسلام لأنها ستكون إضافة جميلة في حياته، مشيرًا إلى أن الصورة السائدة عن الإسلام بدأت تتغير.
وفي المدينة المنورة ومن جوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي "رزفان فيليكو" بالتعامل الحسن وترسيخ قيم وثقافات التسامح والاحترام بين الناس، لأنها نهج إنساني ويكفي أن الله قال لنبيه "وإنك لعلى خلقٍ عظيم"، ولا بد لنا أن نسير على هذا الوصف النبوي.