ناقَشَ قادة الأعمال في كوريا الجنوبية والمملكة، اليوم الخميس، سبل تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين؛ مشيرين إلى تغير المناخ وتكنولوجيا الفضاء وقطاع البيولوجيا الحيوية كمجالات جديدة يمكن للجانبين التعاون فيها كاستثمارات مستقبلية.
كما وقّعت الحكومتان والشركات من البلدين على حوالى 20 مذكرة تفاهم بشأن مشروعات البنية التحتية والمواد الكيميائية ومصادر الطاقة المتجددة وألعاب الفيديو والعديد من الصناعات الأخرى، التي بلغت قيمتها مجتمعة 30 مليار دولار أمريكي؛ وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
ووفق وكالة "يونهاب" انعقد مجلس الأعمال الكوري السعودي، الذي شاركت في استضافته غرفة التجارة والصناعة الكورية واتحاد الغرف السعودية، في الوقت الذي يزور فيه ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" كوريا الجنوبية في رحلة من المتوقع أن تركز على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. وقد وصل "بن سلمان" إلى سيئول في وقت متأخر من أمس الأربعاء.
وقال "كيم دونغ- وون"، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "هيونداي موتور" والقائم بأعمال رئيس لجنة التعاون الاقتصادي الكوري السعودي: "تعمل السعودية على تنشيط الاقتصاد من خلال إصلاح منفتح ومبتكر للسياسات، وقد منحت رؤية 2030 دفعة قوية للتعاون الاستثماري بين البلدين، والذي تأثر بسبب جائحة كوفيد-19، من خلال تقديم اتجاه محدد".
وأشار المشاركون في التجمع إلى أن "رؤية 2030"، التي يعمل على تنفيذها الأمير "محمد"، توفر فرصة للبلدين لتعزيز الاستثمار؛ لا سيما وأن كلا الجانبين أبدى اهتمامًا كبيرًا بمشروع مدينة "نيوم" ومشروع البحر الأحمر.
وقال كبير الباحثين "كانغ مون- سو" في معهد كوريا لسياسات التعاون الاقتصادي في كلمته في المنتدى: "يجب أن يسعى التعاون الاقتصادي بين كوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية إلى تنويع التعاون في مجالات تغير المناخ والتقنيات الرقمية والحيوية؛ فضلًا عن المجالات التقليدية لمشروعات البنية التحتية الضخمة ومشروعات البناء والطاقة".
وأضاف "كانغ": "تدعو الحاجة أيضًا إلى تنويع التعاون ليشمل المجالات الجديدة مثل الترفيه، وتكنولوجيا الطيران، والسياحة والصناعات الحيوية؛ حيث تنشط السعودية استثماراتها في تلك الصناعات".
وفي وقت لاحق من اليوم، عقد البلدان منتدى استثماريًّا ووقّعا مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون والاستثمار في مجموعة واسعة من القطاعات؛ وفقًا لوزارة الصناعة في سيئول.
ومن بين مذكرات التفاهم تلك، وقّعت شركة "إس- أويل"، كبرى شركات تكرير النفط المملوكة لشركة "أرامكو" السعودية، ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة إنشاءات كورية جنوبية للهندسة والحيازات والبناء كجزء من مساعيها لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "شاهين"، ويتطلب المشروع، الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار، بناء منشآت في مصنعها في مدينة "أولسان" جنوب شرق البلاد، في خطوة لتوسيع أعمالها في البتروكيماويات.
وكان هذا أكبر استثمار أجنبي على الإطلاق لكوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن يقدم دفعة كبيرة للتعاون الثنائي في صناعة التكرير والبتروكيماويات؛ وفقًا للمسؤولين.
وتشمل الاتفاقيات الأخرى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار السعودية وشركة "هيونداي روتيم" بشأن مشروع السكك الحديدية في "نيوم"، واتفاقية مع شركة "لوتيه فاين كيميكال" بشأن المشاريع الكيماوية، بالإضافة إلى اتفاقيات بين شركة "سامسونج سي آند تي" وصندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن نموذج معياري للأعمال التجارية وتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر؛ بحسب الوزارة.
وأضافت الوزارة أن المنتدى حضره وزير الصناعة في سيئول "لي تشانغ- يانغ" ووزير الاستثمار السعودي "خالد الفالح"، بالإضافة إلى حوالى 200 من مسؤولي الحكومة والشركات في كوريا الجنوبية، و60 من نظرائهم من المملكة.