سقطت "العيون الحارّة بالعارضة"؛ الوجهة الاستشفائية الأولى بالمنطقة، التي صنفتها مجلة "فوربس" واحدة من أفضل الوجهات السياحية العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، من خريطة المشاريع المليونية التي طرحتها "الأمانة" للاستثمار في المحافظة ضمن باكورة مشاريعها، والتي أُسدل الستار عنها قبل أيام قليلة.
ذهبت أماني سكان المحافظة الجبلية أدراج الرياح، حيث جاء هذا الإعلان في وقتٍ كانوا يترقبون إخراج واجهتهم السياحية الأولى التي تحوّلت إلى بقعة مهجورة موحشة من دائرة الإهمال بعد سنواتٍ طويلة من الانتظار امتدت أكثر من 15 عاماً، وتساءل مواطنون عن الأسباب التي جعلت "الأمانة" تتجاهل هذه الوجهة السياحية -رغم أهميتها- وقدرتها على جذب سياحٍ بالآلاف سنوياً حتى من دول الخليج.
وكان ملف العيون الحارّة بالعارضة قد بدأ فصوله قبل أكثر من 15 عاماً عندما طالها الإهمال، وتحوّلت من مقصدٍ استشفائي لعديدٍ من الأمراض الجلدية، إلى واقعٍ مؤلمٍ وبؤرةٍ خصبة للأمراض؛ إذ اعترض أشخاصٌ على تطويرها بحجة امتلاك صكوكٍ عليها، حسبما ذكرت "البلدية" في وقتٍ سابق.
وطالب السكان، في وقتٍ سابقٍ، هيئة مكافحة الفساد "نزاهة"، بفتح ملف العيون الحارّة، التي تعد واحدة من أهم المعالم السياحية الاستشفائية بالمحافظة والمنطقة، وأوضحوا أن المناشدات والانتظار لسنوات، والوعود التي تُطلقها "الأمانة"، جميعها لم تثمر شيئاً، وبقي الحال على ما هي عليه، على الرغم من أهميتها.
وقال بعض الزوّار من قاصديها، إنه من المؤسف أن يبقى مَعْلَمٌ سياحي مهم ونادر مثل "العيون الحارّة"، في طي النسيان، ومهملاً بهذا الشكل، لافتين إلى أنها تُعد واجهة للمحافظة؛ ويجب الاهتمام بها وبمرافقها، بإعادة تأهيلها، خاصة أن موقعها جاذبٌ، وتعد منطقة سياحية؛ نظراً لوجود بحيرة السد، وحديقة مجاورة، وممشى ضخم.
وكان توجيهٌ قد صدر قبل نحو 11 عاماً من قِبل أمير المنطقة، لـ "الأمانة" بتطويرها، وتوفير الخدمات الضرورية لها، والاهتمام بصيانتها بشكلٍ دوري؛ حتى تكون مهيَّأةً لاستقبال الزوّار من داخل السعودية وخارجها.
وبحسب نظام المياه الجديد الذي أطلقته وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن جميع مصادر المياه الجوفية والسطحية داخل حدود السعودية ومياهها الإقليمية ملكٌ للدولة، ومنها مياه العيون، بجانب الآبار والينابيع والسدود ومياه الأمطار.