الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا وحلول انترنت الأشياء لـ"دل تكنولوجيز": تقنيات الجيل الخامس أثبتت أهميتها كعامل رئيسي للنهوض باقتصادنا الرقمي

هاني خلف: رغم انتشار أبراجها على نطاق واسع لا يزال استخدام الشركات لها متواضعًا
هاني خلف
هاني خلف
تم النشر في

بقلم هاني خلف، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا وحلول إنترنت الأشياء والمدن الذكية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى دِل تكنولوجيز

أثبتت تقنيات الجيل الخامس منذ ظهورها قبل فترة وجيزة، أهميتها كعامل رئيسي للنهوض باقتصادنا الرقمي وتحقيق تحول يقوم على الاتصال. وكانت المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص قد شهدت في عام 2020 وحده، نشر 5,358 برجاً جديداً لشبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء المملكة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الأبراج بنهاية ذلك العام إلى 12,302 برجاً. إلا أنه وعلى الرغم من نشر هذه الشبكات على نطاق واسع وما تنطوي عليه من قدرات هائلة، لا يزال استخدام الشركات لها متواضعاً بعض الشيء.

ونحن نعلم جيداً بأننا إذا تمكنا من إطلاق الفرص الهائلة التي تنطوي عليها هذه الشبكات في عصر التحول الرقمي الذي نعيشه، فإن تقنيات الجيل الخامس ستقود عملية تحول مستدام، وستدعم التعافي الاقتصادي، كما ستمكن المملكة من تحقيق طموحاتها في بناء اقتصاد المستقبل الذي تنشده.

ثورة في التطور التكنولوجي

لقد بدأنا نلمس فعلياً التأثير المتزايد الذي تحدثه مختلف التقنيات المستقبلية التي لطالما سمعنا عنها في السابق، وتتطلب هذه التقنيات التي تستند أساساً إلى قدرات اتصال أعلى، قدرة هائلة في نقل البيانات. وهنا يأتي دور شبكات الجيل الخامس التي توفر سرعات اتصال فائقة وعرض نطاق ترددي هائل، بما يتيح تعزيز كفاءة المؤسسات ودعم الابتكار فيها. وسوف تستفيد من هذه السرعات التقنيات التي تستهلك بيانات ضخمة، كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع الممتد، شأنها في ذلك شأن تقنيات الأدوات عالية الدقة، كالجراحة عن بُعد، والمركبات ذاتية القيادة، والتي تعتمد على اتصال ذو وقت استجابة منخفض للغاية.

هذا ويمكن أن يؤدي تبني الجيل الخامس إلى تعزيز مرونة الاتصال وقابلية تطويره بالنسبة للشركات، مما يمهد الطريق أمام تقدم تكنولوجي في العديد من القطاعات. وإذا أخذنا الزراعة وإنتاج الغذاء على سبيل المثال لا الحصر، فإن تقنيات الزراعة الدقيقة ستساعد في خلق كفاءات غير مسبوقة، وذلك من خلال توفير اتصالات عالية السرعة في الوقت الفعلي بين أجهزة الاستشعار والأجهزة والمنصات الأخرى المرتبطة بهذه العملية، مما يعزز تجربة وخيارات الأعمال والمستهلكين على حد سواء. أما على صعيد التصنيع، فإن التقارب بين الجيل الخامس وإنترنت الأشياء سيؤدي إلى تحويل الصناعة، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية وأنشطة المراقبة وتبسيط عمليات الإنتاج وأتمتتها.

وسوف يتيح الإطلاق الكامل لشبكة الجيل الخامس للمستهلكين استخدام مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأجهزة الذكية في المنزل، وتشير أبحاث مؤسسة ستاتيستا إلى أنه من المتوقع أن يصل معدل انتشار الأجهزة المنزلية الذكية في المملكة العربية السعودية إلى 18.1٪ في عام 2022، بينما قد يصل إلى 26.9٪ بحلول عام 2026. كما قد يؤدي طرح الجيل الخامس أيضاً إلى تمكين المستهلكين من استغلال الإمكانات الكاملة لهذه الأجهزة في المنزل، مما يتيح تجربة منزلية معرفية "ذكية"، بفضل العديد من الأجهزة المتصلة، والتي تقوم بإعادة الضبط بشكل تلقائي لتوفر أعلى مستويات الراحة لقاطني تلك المنازل.

ومع دخولنا في المستقبل الرقمي، سيتيح عرض النطاق الترددي الأكبر ووقت الاستجابة المنخفض جداً الذي توفره شبكات الجيل الخامس، للمستخدمين الوصول إلى عالم الميتافيرس وهم في منازلهم. وترتبط هذه التجارب في نهاية الأمر بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث تطلق شبكات الجيل الخامس إمكانيات هائلة لهذه التقنيات.

ولا تعد شبكات الجيل الخامس مجرد ترقية لمنظومة الاتصالات اللاسلكية، إذ أنها ستعمل على تعزيز الابتكار العالمي من خلال ارتباطها بتقنيات أخرى، كالحوسبة الطرفية. وستتيح الأنظمة المتغيرة والمتصلة فيما بينها، معالجة كميات هائلة من البيانات بشكل لاسلكي وفي الوقت الفعلي وفي أي مكان في العالم.

تعزيز تحول مستدام

وقد يكون الأهم من ذلك كله الدور الذي ستلعبه شبكات الجيل الخامس لاستدامة التحول الرقمي، بما يؤدي إلى خفض الانبعاثات العالمية بنسبة تصل إلى 15٪ بحلول عام 2030. وسيؤدي ذلك بدوره إلى خفض التكاليف وكفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الانبعاثات والنفايات.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن قيود الإنتاجية في الوقت الراهن تجبر أجهزة شبكات الجيل الرابع على العمل بكامل طاقتها، مما يؤدي إلى عدم كفاءة الطاقة. بينما تستطيع تطبيقات إنترنت الأشياء المدعومة بشبكة الجيل الخامس تقديم العديد من الحلول المبتكرة للاستدامة، بدءاً من توزيع الطاقة، إلى التصدي لتحديات توفير الغذاء. ويمثل قطاع الزراعة فرصة في غاية الأهمية على هذا الصعيد، حيث يمكن لنشر عدد هائل من أجهزة الاستشعار المتصلة فيما بينها والتي تقوم عن بُعد بجمع وتحليل البيانات الدقيقة من المحاصيل والآلات والثروة الحيوانية، أن تعود بفائدة جمة على هذا القطاع الحيوي، وتؤدي إلى تحقيق عائدات أفضل بتكلفة أقل بكثير.

الآن هو الوقت المناسب لتلك الخطوة

نحن ندرك تماماً بأن بناء شبكات جيل خامس مستدامة ليس بالأمر السهل، إذ تتطلب هذه المهمة الضخمة دعماً كبيراً من القطاعين العام والخاص للبنية التحتية الجديدة ومختلف الأجهزة والخدمات المرتبطة بها. وعلى الرغم من التكاليف التي تنطوي عليها إلا أنه من الضرورة بمكان حماية الاقتصاد من مفاجآت المستقبل، والحفاظ على تنافسيته، وهذا بالتحديد ما تتيحه السعة الهائلة للبيانات والسرعة الكبيرة وزمن الاستجابة المنخفض للغاية لشبكات الجيل الخامس، والتي توفر مجموعة واسعة وجديدة كلياً من الاحتمالات والفرص.

ولذلك ينبغي علينا جميعاً العمل معاً للاستثمار في مستقبل يوفر فرصاً كبيرة للجميع. وتعمل دِل تكنولوجيز وإنتل بالتعاون مع شركائهما، على دعم المؤسسات والشركات في المملكة من خلال عروض وحلول شاملة، لتمكين تلك المؤسسات من تحقيق النجاح الذي تنشده في المستقبل الرقمي الذي نتجه إليه. ونعي تماماً بأنه مع توافر الأدوات والمعرفة والخبرات المناسبة، فإن مجتمعاتنا لن تتعافى فحسب، بل ستتطور وتزدهر بشكل غير مسبوق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org