وقّعت مجموعة "روشن" -أحد المشاريع الكبرى المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة-، اتفاقية مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بهدف دعم "مشروع المرأة السعودية" من خلال إصدار "كتاب ومعجم المرأة السعودية"، الأول من نوعه في المملكة، وذلك لتسليط الضوء على الهوية المتفرّدة للمرأة السعودية، ودورها المحوري في تاريخ المملكة.
وتم توقيع الاتفاقية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز، عضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت فيصل بن عبدالعزيز، الأمين العام للمركز، ومثل الطرفين الرئيس التنفيذي للتسويق والتواصل في مجموعة "روشن"، غادة الرميان، ومساعد الأمين العام للمركز، إبراهيم الدغيثر، ومديرة مشروع المرأة السعودية والمشرفة العلمية على الكتاب والمعجم الذي يعمل عليه المركز الدكتورة دلال الحربي.
ويُعدّ الكتاب دراسة شاملة حول الدور البارز الذي اضطلعت به المرأة السعودية في تشكيل الهوية الوطنية للمملكة، والحفاظ على عاداتها وتقاليدها، وقد استند إلى بحث منهجي متعمّق حول العادات الوطنية والعربية التي نقلتها النساء عبر الأجيال، بدءًا من التقاليد المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية مثل الولادات وحفلات الزفاف، ووصولًا إلى دورهنّ الرئيس في رعاية الأسرة والاهتمام بها والتفاعل مع المجتمع، كما يوثّق بعناية تامة إسهامات المرأة السعودية في مجالات متعدّدة مثل التعليم والأزياء والمهن التي أتيح لها العمل بها.
ويختص المعجم برصد الألفاظ المتعلقة بالمرأة في التراث السعودي بمختلف مناطق المملكة على تعددها.
ويُمثّل "مشروع المرأة السعودية" ركيزة بحثية وثقافية متميّزة، حيث يهدف إلى استعراض جميع جوانب الواقع المعيشي للمرأة السعودية، منذ توحيد المملكة في عام 1932 في مسعى لعرض التطوُّرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لدور المرأة في المجتمع السعودي، مع التركيز على عاداتها وتقاليدها، بإصدار "كتاب ومعجم المرأة السعودية"، في جهد غير مسبوق للحفاظ على هذه السردية السعودية الفريدة، ونقلها للأجيال القادمة.
وبهذه المناسبة، قالت الرئيس التنفيذي للتسويق والتواصل في مجموعة "روشن" غادة الرميان: "يأتي إطلاق هذا المشروع في مرحلة فارقة في تاريخ المرأة السعودية، يؤطّرها التقدّم الملحوظ الذي تشهده المملكة في ظل رؤية 2030 التي قدمَّت كل الإمكانات لدعم النساء السعوديات وتمكينهن.
وأضافت: كوني امرأة تشغل منصبًا قياديًا، فإنني أشعر بفخر عميق لدى استعراض إنجازاتنا الوطنية، خاصة عندما أرى النساء يتفوّقن في مختلف القطاعات، سواء كُنّ طبيبات، أو مهندسات أو فنانات أو ورياضيات أو أمهات متفانيات في تنشئة الجيل القادم من الطاقات الوطنية", مؤكدة التزام "روشن" بتمكين المرأة التزاماً كاملاً، عبر توفير الدعم والمهارات اللازمة لضمان نجاحهن في منظومة اقتصادنا الحيوي المتنامي".
يذكر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تأسَّسَ عام 1983 من قِبَل مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بهدف مواصلة الرسالة السامية للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعودلتعزيز التبادل المعرفي بين المملكة وجميع أنحاء العالم، ويُعد المركز بمثابة منارة للبحث والعلم والثقافة، تستقطب الباحثين والمؤسسات البحثية المحلية والدولية لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمشاركة في الحوار بين الثقافات المختلفة.
ويرتبط المركز بعدة مرافق متنوّعة، مثل "دار الفيصل الثقافية"، وهي ذراع النشر للمركز، و"مكتبة مركز الملك فيصل" و"دارة آل فيصل" و"متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي"، الذي يحفظ ويعرض مقتنيات قيّمة من الفنون العربية والإسلامية، والمخطوطات النادرة والقطع الفنية المرتبطة بإرث وذكريات الملك فيصل.
وتأتي الشراكة بين "روشن" ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية امتدادًا لإستراتيجية المجموعة الساعية لتعزيز جودة الحياة في جميع أنحاء المملكة، عبر توظيف مكانتها الراسخة ومواردها في إحداث تأثيرات ملموسة. وتتوافق هذه الاتفاقية مع القيم الأساسية للمجموعة المتمثِّلة في إتاحة الفرص وتمكين الأفراد، بالإضافة إلى عدد من المبادرات الأخرى للمجموعة، الرامية إلى تمكين المرأة السعودية ودعم الثقافة الوطنية، بما في ذلك برنامج "عودة" الذي يُمكّن النساء من العودة إلى سوق العمل من خلال برامج تدريبية مُخصَّصة، وشراكة المجموعة مع معهد "نصف" – المركز العربي لتمكين المرأة - والمشاركة في مبادرته الإرشادية الأخيرة "نمشي ونرشد"، التي تقدّم للمرأة السعودية فرصاً للتواصل والتعلُّم من المهنيات المتميّزات في مجالهن.