يزخر ملف العمالة المنزلية بجرائم، تورَّطت فيها بعض الخادمات، وأحدثت جدلاً واسعًا في المجتمع السعودي منذ 40 عامًا، على الرغم من أن السعودية فتحت فرص عمل ضخمة لهؤلاء طوال العقود الماضية، وجزء كبير منهن لا يزال يدين بالفضل لتلك البلاد.
وهنا نرصد لمحة من بعض الجرائم التي كان خلفها الخادمات تزامنًا مع انتشار مقطع فيديو، وثَّقته كاميرات مراقبة بأحد شوارع حائل، يظهر فيه شخص ينتظر العاملات المنزليات أمام منازل الكفلاء؛ ليقوم بتهريبهن في سيارته؛ ما دفع المتابعين إلى المطالبة بسرعة ضبط المقيم الذي صوَّرته عدسات كاميرات المراقبة.
ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها؛ فقبل سنوات قليلة استحوذت خادمة على اهتمام وسائل الإعلام السعودية بعد ظهور مقطع فيديو، يوثق كارثة إنسانية من الطراز الأول، بعدما تركت الخادمة رضيعًا في منزل مخدوميها بشرق الرياض أثناء غياب الأبوَيْن لثلاث ساعات بين البكاء والنحيب دون مجيب، حتى وجده السائق الذي فوجئ بأن المنزل مغلقٌ، بينما يبكي الصغير دون أن ينقذه أحد.
ولم ينقذ الرضيع إلا وصول والدته التي وجدته قد عاش ثلاث ساعات من البكاء والنحيب وحده دون جدوى، بعد أن وثَّقت الكاميرات هروب الخادمة من المنزل صباحًا إلى جهة غير معلومة.
وفي وقت سابق ضبطت شرطة جازان خادمة إفريقية؛ سرقت مجوهرات ومصوغات ذهبية لمناسبة زواج من إحدى اﻷسر، ووقتها اشتبه أحد رجال اﻷمن العاملين بالميدان بامرأة تسير في موقع بعيد عن النطاق العمراني بقرية "الكربوس" بمفردها، وبيدها كيس أبيض، وعند اقتراب الدورية منها ظهرت عليها علامات الارتباك، وفرت داخل أحدى المزارع التي يحيطها سياج شجري، وتوارت عن الأنظار.
وبتفتيش الكيس الأبيض الذي كانت تحمله تم العثور على كامل المسروقات من الذهب والمجوهرات المعدة لمناسبة الزواج، التي تتجاوز قيمتها 60 ألف ريال.
وفي واقعة أخرى وثَّق مواطن في مقطع فيديو لحظة اكتشافه سرقة خادمته له؛ إذ أوضح أنه عثر على كيس وضعته الخادمة أسفل كرسي حمام المستودع، وعند إخراجه فوجئ بوجود مبالغ مالية كثيرة داخله، وباستمرار البحث وجد أكياسًا عدة مشابهة في المكان نفسه.
وعلى الجانب الآخر، لم تتوقف جرائم الخادمات عند حد الهروب والسرقة؛ إذ شهدت السنوات الماضية العديد من جرائم القتل البشعة التي نفَّذتها الخادمات بحق أُسر مخدوميهن.
فقبل عامين لقيت سعودية معاقة مصرعها حرقًا، وأُصيبت امرأة أخرى بحروق كبيرة؛ وذلك بعد إضرام خادمة منزلية إفريقية النيران في غرفة مخدومتها العجوز بمحايل عسير.
وحينها كشفت الأجهزة الأمنية عن أن العاملة المنزلية (أوغندية الجنسية) أقدمت على إشعال النار في غرفة مواطنة معاقة، تبلغ من العمر 80 عامًا، ومن ثم أغلقت باب الغرفة للتخلص منها؛ أدى لاحتراق المرأة ومفارقتها الحياة بعد اشتعال النيران في كامل الغرفة والسرير الطبي الذي كان يضم جسدها، فيما لاذت العاملة بالفرار. كما تسبب الحريق في إصابة ابنة أخت الضحية بحروق كبيرة بعد فتحها باب الغرفة ومحاولتها إنقاذ خالتها.
ولاذت الخادمة بالفرار بعد ارتكاب جريمتها، وتم القبض عليها من قِبل الجهات الأمنية، وإحالتها إلى النيابة العامة التي أصدرت أمرًا بإيداعها السجن.
وفي العام السابق لذلك العام تم تنفيذ حكم الإعدام بحق خادمة فلبينية؛ قتلت مخدومها في محافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية بينما كان نائمًا في فراشه.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الداخلية أن الخادمة "روسيليا باكونا أجمهول" أقدمت على قتل المواطن السعودي حميد بن تركي الفضلي بطعنه وهو على فراشه بسكين في وجهه؛ ما أدى لوفاته. وأشار البيان إلى أن الخادمة الفلبينية كانت قد "شرعت أيضًا في قتل إحدى بنات المجني عليه أثناء نومها عن طريق طعنها طعنات عدة بسكين، وضربها بمطرقة في وجهها ورأسها، ما أدى لإصابتها".
وفي واقعة أخرى أقدمت عاملة إثيوبية على الاعتداء على طفلة في محافظة الخرج، تبلغ عامًا واحدًا؛ ما تسبَّب في دخولها العناية المركزة وهي في حالة حرجة؛ وأبلغت عائلة الطفلة الشرطة بالواقعة متهمة الخادمة بالتسبب في دخول ابنتها إلى العناية المركزة في مستشفى الملك خالد بالخرج؛ فتم التحفظ عليها، ونقلها إلى سجن الملز في الرياض، بحسب الصحف المحلية.
وقال والد الطفلة إن الخادمة وضعت رأس ابنته أسفل الحاوية، وغطتها ببطانية وهي فاقدة الوعي. وأضاف: وعلى الفور نقلناها إلى مستشفى الملك خالد في الخرج، وأُدخلت إلى العناية المركزة.
وشهدت الرياض قبل سنوات واقعة صادمة، حينما أعلنت مواطنة جائزة مالية قيمتها 50 ألف ريال لمن يدلي ببيانات عن خادمة فلبينية، تُدعى "بالوما سالا" إلى السلطات السعودية، متهمة إياها بتسميم أسرة من جيرانها، والفرار مع عشيقها.
وقالت المواطنة السعودية نهى الجمهدي في حسابها: "هذه الخادمة سممت أسرة جيراننا، وفرت مع عشيقها. مَنْ يستطع تسليمها للسلطات السعودية بجدة أو الرياض، واستدراجها عن طريق صفحتها بالفيس بوك المعروضة، فسوف يُمنح جائزة مالية كبيرة جدًّا قدرها 50 ألف ريال سعودي".
وفي عام 2015 أقدمت خادمة من الجنسية الإثيوبية على محاولة قتل طفل كفيلها (3 سنوات) وفصل رقبته عن جسده أثناء نومه بمنزل الأسرة بالرياض قبل أن تتمكن والدته من إنقاذه بأعجوبة.
وأشار أحد أقارب الطفل إلى أن الخادمة دخلت على الطفل، وكانت تحمل سكينًا بهدف قتله، مبينًا أنها طعنته طعنات عدة بالحلق والفم والأذن وبيده اليسرى بالكف، إضافة إلى أربع طعنات بالظهر؛ فهرعت الأم إلى غرفة طفلها على صوت صراخه، وقاومت الخادمة، وتغلبت عليها بعد مقاومة شرسة منها قبل أن تحمل طفلها للشارع طالبة المساعدة وهي ملطخة بدماء طفلها؛ ليقوم أحد المارة بإنقاذه إلى طوارئ مستشفى الملك عبدالله للأطفال بالحرس الوطني بالرياض.
وفي عام 2010 وضعت خادمة إندونيسية سم فئران لطفل يبلغ من العمر 3 أشهر بمدينة الدمام؛ فتوقفت كليتاه ورئتاه؛ إذ دست السم في رضاعة الحليب وقدمتها له بعدما اشتد به الجوع، وعجزت عن إيجاد أي وسيلة لإيقاف بكائه!
كما شهدت مدينة ينبع واقعة مأساوية في عام 2012، حينما قُتلت طفلة على يد خادمة إندونيسية بساطور؛ إذ ورد اتصال من قِبل معلمة تقول إنها وجدت باب مسكنها مقفلاً من الداخل، وطلبت من الخادمة فتحه، إلا أنها رفضت، ثم انتقل الدفاع المدني إلى الموقع، وقام بفتح الباب، وعند الدخول إلى المنزل تبيَّن أن الخادمة الآسيوية قامت بقتل طفلة 4 سنوات، وقامت بفصل رأسها عن جسدها بآلة حادة "ساطور".
أما في تبوك في 2014 فقد قتلت خادمة إثيوبية طفلاً، يبلغ من العمر 5 سنوات، بعد أن أدخلت عصا في مكان حساس في جسده؛ فتعرَّض إلى نزيف وحالة إغماء؛ فلفَّته في سجادة صلاة، وأخفته داخل صندوق خشبي بعد كتم أنفاسه حتى فارق الحياة.