يسافر الطلاب السعوديون إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا منذ الخمسينيات، عندما أنشأ الملكُ عبد العزيز آل سعود وزارةَ التربية والتعليم لتحسين نظام التعليم في البلاد، وكانت إحدى مبادراته إرسال السعوديين إلى الخارج للدراسة في أفضل الجامعات حول العالم.
ووفقًا لصحيفة "جلف نيوز": بدأت أولُ مجموعة من الطلاب السعوديين الدراسةَ في جامعات أمريكية عام 1958، وارتفع عدد الطلاب بسرعة ليصل إلى أكثر من 10 آلاف في أواخر السبعينيات، قبل أن ينخفض في منتصف الثمانينيات بعد انخفاض أسعار النفط.
وشهدت الأرقام انخفاضًا حادًّا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ليصل إلى أقل من 3 آلاف طالب فقط، لكن المملكة أطلقت برنامجًا للمنح الدراسية في عام 2005 سهّل عودة السعوديين للدراسة في أمريكا وغيرها؛ ما أدى إلى ارتفاع الأعداد مجددًا لتصل ذروتها إلى أكثر من 100 ألف طالب.
وكانت حينها الجاذبية الأمريكية قويّةً للغاية؛ حيث أصبحت المملكة العربية السعودية المصدر الرائد في الشرق الأوسط للطلاب الملتحقين بالجامعات الأمريكية، وتمثل 8% من الطلاب الدوليين في البلاد.
إلا أن الأعداد بدأت مؤخرًا في الانخفاض مرة أخرى؛ بسبب فقدان الولايات المتحدة العديدَ من عوامل الجذب السابقة؛ لأسباب عدة؛ منها: التدهور في القيم الاجتماعية، وتهديدات السلامة الشخصية، وارتفاع معدلات الجريمة، إلى جانب ارتفاع تكاليف الدراسة والمعيشة التي باتت تؤثّر بشكل أكبر على الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص، ولم تعد أمريكا البلدَ الأكثر جذبًا للطلاب السعوديين.