على بعد أسابيع تفصلنا من انطلاق أحد أبرز الكرنفالات الإعلامية العربية وأعرقها؛ وهو المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الذي تحتضن دورته الثانية والعشرين العاصمةُ السعودية الرياض، خلال الفترة من 9 – 12 نوفمبر، بحضور أكثر من ألف إعلامي من مختلف دول العالم، يكشف المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية "اسبو"، المهندس عبدالرحيم سليمان؛ عن أبرز الاتجاهات التي يسير في إطارها الاتحاد، إلى جانب ما يتصل بدور الرياض الحالية التي لأول مرة يغادر فيها المهرجان مقره الرئيسي في جمهورية تونس.
في حديثه لصحيفة "سبق" قال المهندس عبدالرحيم: إن "الرياض أصبحت إحدى مدن القيادة والريادة على مستوى العالم، وما استضافة المهرجان إلا أحد البراهين على ثقلها الإقليمي والدولي"، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود الإعلامية العربية لإنجاح مختلف الأهداف ذات الاتجاه المشترك.
وإلى تفاصيل الحوار:
بدايةً، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، المهندس عبدالرحيم سليمان، ونحن على أعتاب الدورة 22 من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، والتي ستقام في الرياض بين 9-12 نوفمبر 2022، هل لك أن تحدثنا عن الاستعدادات والجهود المبذولة لإنجاح هذه الدورة الاستثنائية؟
الجهود المبذولة في التحضير للمهرجان كبيرة ومكثفة، وهو ما يعطي إشارة مبكرة لنجاح هذه الفعاليات، ويزيد من درجة الإقبال الكبير عليها، وكما تعلم فإن هذه الدورة تقام في العاصمة السعودية الرياض استثنائيًّا منذ أن تأسس المهرجان قبل 42 عامًا، وهو يقام في بلد المقر تونس، إلا أنه اليوم يحلّ في عاصمة الوهج والتوهج الرياض التي باتت إحدى أبرز عواصم العالم القيادية على مختلف الأصعدة.
وعودًا إلى محور الجهود التنظيمية فقد تلقّت اللجنة المنظمة للمهرجان منذ وقت مبكر الكثير من الطلبات، التي قدمتها كُبرى الشركات الإعلامية للمشاركة في المعرض المصاحب للمهرجان، وهذا دليل قوي على ما تكتسبه هذه الدورة الاستثنائية التي تحتضنها الرياض، من أهمية بالغة، وتنافس شديد من الشركات الإعلامية، للمشاركة في فعاليات المهرجان المتنوعة، من معرض مصاحب، وفعاليات أخرى متعددة.
يعتبر اتحاد إذاعات الدول العربية عضوًا نشطًا في اتحاد الإذاعات العالمي "WBU"، كما يشارك بانتظام في اجتماعاته السنوية العامة، إضافة إلى تلك المتخصصة.
ويحظى الاتحاد بتأثير شاسع على القطاع الإعلامي دوليًّا وعربيًّا، بما يسهم في تطويره على العديد من الأصعدة، ومن ضمنها التقني والتشريعي، وبما يخدم هيئاته التلفزيونية والإذاعية الأعضاء.
ويمثل البعد الدولي عنصرًا أساسيًّا في استراتيجية الاتحاد منذ نشأته، وقد تمكن بفضل انفتاحه على محيطه الخارجي من إرساء شراكات وثيقة مع الاتحادات الإقليمية والدولية الشقيقة، وغيرها من الفاعلين في القطاع السمعي والبصري من خلال مشاريع ومبادرات مشتركة، تركز على تبادل الأخبار والبرامج، وتبادل الخبرات، والتدريب، والتغطيات الرياضية.
ما التأثير المتوقع الذي ستضيفه الرياض إلى الفعاليات في هذه الدورة الاستثنائية، التي تستضيفها للمرة الأولى؟
شهدت الرياض في السنوات الماضية مزيدًا من الانفتاح والتطوير والمشاريع الرائدة والمتعددة؛ انسجامًا مع أهداف رؤية 2030؛ ما جعلها ضمن قائمة أفضل 20 مدينة اقتصادية في العالم، وتعدّ استضافة الرياض لفعاليات المهرجان تأكيدًا لدورها المهم والمحوري الذي تضطلع به في المنطقة، وتعزيزًا لمسيرة المهرجان العريضة وما يقدمه من فعاليات وأنشطة مختلفة تهدف إلى إثراء الإعلام العربي، وتيسير سبل التواصل بين المنظمات والجهات الإعلامية الإقليمية والدولية.
إذا ما تحدثنا عن الأهداف المرجوة من وراء تنظيم فعاليات المهرجان.. فماذا تقول؟
نسعى كاتحاد عربي للإذاعات أن تكون هذه الدورة من المهرجان إضافة قوية لمسيرة المهرجان، وتوصياته وأهدافه ومخرجاته السابقة؛ حيث نهدف لتحقيق عدد من الأهداف الإستراتيجية المهمة؛ منها المساهمة في وضع حلول عملية ومباشرة تؤدي إلى صناعة مشهد إعلامي يواكب المرحلة ويسهم في إيجاد نتائج لأبرز القضايا والمشكلات الإعلامية، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، أو حتى العالمي، كذلك سنحرص على المساهمة في تطوير ورصد الاتجاهات المبتكرة والجادة في الإنتاج التلفزيوني والإذاعي العربي، وتيسير سبل التواصل والتعاون وتبادل الخبرات والبرامج بين الجهات المشاركة، إضافة إلى حث المنتجين على الاستجابة لجماهير المستمعين والمشاهدين، والتأكيد على ضرورة رفع مستوى الوعي الثقافي والعلمي والجمالي في الأعمال التي ينتجونها، كما سيركز المهرجان على تشجيع الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي الذي يسعى للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية وبالواقع العربي والإسلامي المعاصر.
ستحفل هذه النسخة من المهرجان بالعديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة، هل لك أن تحدثنا عن أبرز هذه الفعاليات المزمع إقامتها؟
الفعاليات التي سيقدمها المهرجان ستركز على المسار العلمي بشكل كبير ومكثف؛ حيث يظهر ذلك في نوعية الفعاليات المزمع إقامتها، مثل الندوة الهندسية، وورشات العمل الموضوعاتية، وإطلاق معرض للإنتاجات الإذاعية والتلفزيونية والتجهيزات التكنولوجية، بهدف تنشيط الإنتاج التلفزيوني والإذاعي العربي، والمساعدة على التعريف به وتهيئة الفرصة لتبادل الرأي والخبرة بين العاملين في مجال الإنتاج والتصنيع والترويج والخدمات، والتعريف بآخر المستجدات في المجال التكنولوجي.
وهل ستكون المشاركة في المعرض المصاحب للمهرجان بمقابل مادي؟
بالفعل ستكون المشاركة في المعرض بمقابل مادي، ووفق شروط تحدد ضمن لائحة خاصة، توضع لهذا الغرض. والمقابل سيكون بالنسبة للقنوات الخاصة والشركات والوكالات، كما ستكون المشاركة مجانية بالنسبة للهيئات الأعضاء في الاتحاد. وهناك شروط للمشاركة في المعرض سيتم تحديدها في وقت لاحق، وهي ليست شروطًا تعجيزية، وإنما هي شروط تنظيمية، لا بد من الالتزام بها؛ لضمان الخروج بمعرض نموذجي وناجح في تقديم محتواه بأسلوب دقيق ومنظم يثمر عن تحقيق الأهداف العامة للمهرجان.
إلى أي مدى يهتم اتحاد إذاعات الدول العربية بالمسار الإعلامي الدولي؟
وجود نحو 1000 إعلامي سيشاركون في فعاليات المهرجان، إضافة إلى عدد من أهم المنظمات والهيئات الإعلامية الإقليمية والدولية.. ماذا يعني لكم هذا الحضور الكثيف، وماذا يضيف للمهرجان في دورته الحالية؟
بالتأكيد وجود هذا العدد الكبير والمتنوع من الإعلاميين والمتخصصين سيشكل إضافة كبيرة للمهرجان في دورته الحالية، كما سينعكس إيجابًا على مستوى تطوير الإعلام العربي وكيفية النهوض به، عبر تعزيز سبل التواصل وتبادل الخبرات؛ للارتقاء بمستوى الإنتاج الإقليمي بما يواكب تطورات المشهد العالمي، من خلال التركيز على أهم المواضيع الإعلامية التي تعزز من سبل التواصل بين الهيئات والمنظمات الإعلامية، سواء على مستوى الدول الأعضاء في الاتحاد، أو بينها وبين الدول والمنظمات والهيئات من خارجه.