المفقاع والمرجمة يحضران في "رهبان قنا".. والجبال تُردِّد صدى صوت العم "مريع الصعدي"

رحلة كفاح تبدأ مع بزوغ الشمس وتنتهي مع غروبها إلى الغرب من منطقة عسير
المفقاع والمرجمة يحضران في "رهبان قنا".. والجبال تُردِّد صدى صوت العم "مريع الصعدي"
تم النشر في

إلى الغرب من منطقة عسير، وتحديدًا من قرية "رهبان قنا"، تعيش الماضي الجميل في تظاهرة عنوانها "الحماية" للمحاصيل الزراعية، يقودها ويرسم تفاصيلها العم مريع بن علي الصعدي، الذي لا يزال يعيش حياة الآباء والأجداد؛ فما إن يبزغ فجر كل يوم إلا ويشمر عن ساعديه، ويبدأ الرحلة "الحماية" لمزارعه التي تملأ عناقيدها الحبوب المختلفة التي لا تزال حاضرة.

وفي تلك القرية "رهبان"، التي تحيط بها الجبال من كل جهة، تنتشر المزارع التي تعتبر مصدرًا من مصادر العيش والدخل لجُل سكانها.

وفي ذلك الصباح قاد صوت يشبه طلق السلاح الناري "الصحيفة" لمصدره؛ لتكتشف أنه صوت "المفقاع" الذي يُستخدم لطرد الطيور عن تلك المحاصيل الزراعية. إنها رحلة تبدأ منذ بزوغ الشمس، وتنتهي مع غروبها.

يقول العم مريع الصعدي: في الشتاء والخريف تزداد كمية الأمطار، التي يتزامن معها بدء حرث الأرض، ونثر الحبوب المختلفة، إلى أن تطاول القامة، وتؤتي ثمارها؛ لنبدأ في حمايتها من العصافير عبر بعض الأصوات والأهازيج، واستخدام الوسائل التقليدية التي لا تزال الوسيلة الوحيدة والرئيسية للحماية بالرغم من تغير كل شيء مع مرور الزمن، ألا هي "المرجمة".

ويوضع داخل "المرجمة" بعض الحجارة، ويُقذف بها على تلك المزارع. و"المفقاع" الذي يصدر صوتًا قويًّا، يشبه طلق الأسلحة النارية، فضلاً عن بعض العلب التي تُربط بالحبال، وتعتلي تلك المحاصيل، ويمتد حبلها إلى حيث تحتضن جسد ذلك الحامي، وتُصدر أصواتًا بمجرد هزها؛ ما يجعل تلك العصافير تحلق في السماء ليخلفها "الحش"، وهو تقطيع المحاصيل من أسفلها، فـ"الصريم"، وهو تقطيع "العذوق"، وجمعها في ساحة تسمى "الجرين"، ويتم "دوسها" لفصل الحبوب، ثم تجميع المحصول الذي عادة ما يتم توزيع بعضه على الجيران، والتزود ببعضه للمنزل، وبيع بعضه الآخر.

وعن أهم المحاصيل الزراعية التي يقوم بزراعتها قال العم "الصعدي": الزعر والبجيدة والبيضاء والسمسم والدخن والقريني.

فهذه تفاصيل رحلة عمل وكفاح، يسقيها المطر وعرق جبين العم الصعدي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org