هي فخرٌ للوطن "متطوعة"، ترانيم جهد وحراكٌ عذب، شغوفةً بالعمل الاجتماعي، مزهرة بالعطاء والحضور الطاغي في خدمة ضيف الرحمن الآتي من البعيد، أشرقت كومضٍ في مساء حالك، شكلت وعيًا فريدًا تجاه العمل التطوعي لخدمة الآخرين، ولم تنتظر بل بادرت ومضت صوب شراكة مجتمعية حقيقية حتى لُقبت بـ "شيخة الشيخات".
هي من أهالي الطائف ، لقبها الشيخ عبدالرحمن السديس بـ "بنت الحرم"، كما أطلق عليها مفتي المملكة "مُحبة الخير".
تلك المتطوعة أكدت لـ "سبق" أنها سخرت وقتها وجهدها لخدمة الحاج والمعتمر، والعاملين أيضًا، وبذلت حتى من مالها لصياغة بيئة عمل تطوعي إيجابية، حيث يصفونها بالغيمة التي تظلل زائر البيت العتيق لتحيل الأمكنة إلى واحة وارفة، وقالت : "أنهيت أعمالي في الطائف حيث تم توزيع 3000 هدية للحجاج والآن وصلت لمكة المكرمة حاملةً معي 3000 مظلة و1000 حقيبة عناية طبية لتوزيعها على الحجيج، مزهوة بفطرة العطاء، يدفعني عشقي لوطني وقيادتي، واُكرس وقتي وجهدي لمد يد العون والمساعدة لكل محتاج بما يُمكّنهُ من أداء المناسك بيسرٍ وسهولة".
"شيخة الشيخات" تعد أنموذجًا لتمكين الفتيات في بلادنا الغالية، آثرت العمل التطوعي بسخاء روحها الوطنية، وعزيمتها التي لا تنتكس، وهي تعرف أن العمل التطوعي ركيزة من ركائز بناء وتنمية المجتمع، وعامل مؤثر في صياغة التلاحم والترابط بين أفراد هذا الوطن العزيز، خصوصًا أنه ممارسة إنسانية مرتبطة بمعاني الخير والصلاح.
هذه فتاة رفعت أوراق اعتمادها كسفيرة إنسانية لوطن الإنسانية، ونقشت بأظفارها لوحة إنجاز للقيم الإيجابية، متماهيةً بما توليه القيادة الحكيمة من اهتمام ودعم لتعزيز العمل التطوعي، والذي هو أحد أهم برامج الرؤية الطموحة 2030، ومضت في صمت تعمل لتعزيز مفاهيم وممارسات العمل التطوعي المستدام، وتشارك في كل المبادرات التي ترتقي بالعمل التطوعي، لما للتطوع من مكانة دينية في الإسلام، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَليمٌ﴾ البقرة 158.
وقد حرصت حكومتنا الرشيدة على تشجيع العمل التطوعي حتى يتحقق مفهوم التكافل، والتعاون، والمحبة، وتكون جميع القوى الإنسانية في المجتمع متلاقيةً ومتحدة في تنمية المجتمع، والحفاظ على مصالح الناس، حيث تعد أمانة الطائف من أهم القطاعات التي تهتم بالمشاركة المجتمعية وتنميتها، واستقطاب المتطوعين كأصدقاء للعمل البلدي، وتمكينهم والانتقال بالمشاركة المجتمعية من التلقائية إلى الاحترافية.