معالجة تحديات الإمداد واستدامة الموارد.. ماذا ستحقق للعالم "منظمة المياه" التي أسستها المملكة؟

الإسهام في تعزيز النهج الاستباقي لإدارة المصادر الطبيعية
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-
تم النشر في

المياه مصدر الحياة على كوكب الأرض، ورغم أهميتها القصوى للبشر وكل الكائنات الحية على اختلاف أنواعها من نباتات وحيوانات، إلا أن الكثير من دول العالم تواجه شحاً في مصادر المياه الصالحة لمتطلبات شعوبها، ووفقاً لتقرير لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، التي أصدرته منظمة اليونسكو نيابة عنها في 21 مارس الماضي بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الدولي للمياه لعام 2023؛ فإن نحو مليار شخص في العالم (26% من عدد السكان) لا يحظون بمياه الشرب الآمنة.

وأفاد التقرير أيضاً، بأن ما بين مليارين إلى 3 مليارات نسمة في العالم يتعرضون لنقص المياه خلال شهر واحد على الأقل سنوياً، مما يمثل خطراً شديداً على سبل كسب العيش ولا سيما من ناحية الأمن الغذائي، والحصول على الكهرباء، ولا تختلف خطورة أزمة المياه في المستقبل عن قتامتها في الواقع الحالي، فبحسب التقرير فالمتوقع أن يزداد عدد سكان المناطق الحضرية، الذين يعانون من شح المياه بمقدار الضعف، إذ كان عددهم 930 مليون نسمة في عام 2016، وسيصل إلى ما بين 1,7- 2,4 مليارات نسمة في عام 2050.

وفي ضوء الخطورة، التي تمثلها أزمة المياه للعالم حالياً، واحتلالها أولوية متقدمة في اهتمامات المجتمع الدولي لحلها؛ تكتسب "المنظمة العالمية للمياه"، التي أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس المملكة لها في الرياض، اليوم (الاثنين) أهمية كبيرة؛ لما ستلعبه المنظمة من أدوار حيوية في تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، وضمان تحقيق استدامة الموارد المائية العالمية، وتوفير منبر للمجتمعات الأكثر تأثراً من أجل مناقشة التحديات المتعلقة بهذه القضية، مثل دول الجنوب العالمي.

ولن تقتصر أهداف المنظمة عند لعب الأدوار المشار إليها سلفاً رغم أهميتها في معالجة أزمة المياه، فستوفر المنظمة أيضاً حاضنة للبحث والابتكار العلمي والتعاون بين الدول الأكثر تقدماً والدول الأكثر تأثراً، للإسهام في تعزيز النهج الاستباقي لإدارة المياه، باعتبار أن أزمة المياه تعود في بعض أسبابها إلى سوء إدارة المصادر الطبيعية للمياه، والاستمرار في تلويثها، كما ستتيح المنظمة إنشاء منصة تتيح للبلدان الوصول إلى الموارد وتبادل المعرفة والتصدي بشكل جماعي لتحديات المياه الراهنة والمستقبلية، ومن المؤكد أن دول العالم ستستفيد عبر المنظمة من خبرات المملكة في التعامل مع المشكلة، فرغم محدودية الأمطار، فقد أنشأت أكثر من 570 سداً مائياً تجمع نحو 2.6 مليار متر مكعب تقريباً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org