بالفيديو.. مفوض الإفتاء بحائل: لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم من أمور الدول وشؤون السياسة والحروب
أكد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن جزَّاع الرضيمان، مفوض الإفتاء بمنطقة حائل وأستاذ العقيدة بجامعة حائل، على ضرورة التزام الأفراد، سواء كانوا من طلاب العلم أو عامة الناس، بعدم التدخل في الأمور التي لا تعنيهم، خاصة ما يتعلق بأمور الدول والسياسات الدولية والحروب ونحوها.
وتساءل الشيخ الدكتور أحمد بن جزّاع الرضيمان عن سبب تدخل بعض المتدينين في الشؤون السياسية وأمور الدول وكأنهم مسؤولون عن كل شيء، مشيراً إلى أنهم غالباً لا يدركون أبعاد هذه الأمور ولا مآلاتها، ولم يُكلَّفوا بها، إذ إن الله جل وعلا أمرنا أن نرد ذلك إلى ولاة الأمور.
وأوضح الشيخ الرضيمان أن هذه القضايا من اختصاص ولاة الأمور، مستشهداً بقوله تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ” (النساء: 83).
وأشار إلى أن التدخل في هذه الأمور قد يؤدي إلى نتائج سلبية، خاصة إذا كان المستند في ذلك مجرد القيل والقال أو ما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي غير الموثوقة.
ونصح الشيخ الرضيمان بالالتزام بالعافية، والدفاع عن الدين والوطن والمجتمع والقيادة بعلم وعدل، ووفق الأساليب المشروعة التي تجلب الخير وتزيل الشر، بعيداً عن الجهل أو الحديث في أمور لا يدرك الإنسان عواقبها.
واستشهد بقول النبي عليه الصلاة والسلام: “عليهم ما حُمِّلوا، وعليكم ما حُمِّلتم”، مما يعني أن ولاة الأمور يتحملون مسؤوليات إدارة الدولة وسياساتها، بينما نتحمل نحن الرعية واجب الطاعة لهم في المعروف وعدم منازعتهم، وأن نقوم بما نُكلّف به من أعمال بصدق وإخلاص وأمانة. فلا يصح للإنسان أن يتدخل فيما لا يعنيه.
وأضاف الشيخ الدكتور أحمد بن جزّاع الرضيمان مستنكراً: “من العجيب أن بعض الإخوة -هداهم الله- شغلهم الشاغل هو الحديث عن أمور السياسة والحروب والعلاقات بين الدول.. ولو سألته عن مستنده، لوجدت أنه يعتمد فقط على القيل والقال وما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنتم تعلمون أن هذه ليست مصادر موثوقة.”
وأوضح أن الاعتماد على معلومات غير موثوقة قد يُحرج الإنسان لأنه يتحدث بما لا يعرفه، بل وقد يفتح الباب للأعداء والحاقدين لتشويه صورة بلده، إذ ينسبون أخطاءه للوطن رغم أن البلد بريء من هذه التدخلات.
وأشار إلى أن الأعداء يستغلون مثل هذه المواقف للإساءة، داعياً إلى ضرورة التزام الحذر.
ونصح الشيخ الرضيمان أن يلزم الإنسان العافية، فإن أحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية.
لكنه شدد بالقول: "نعم، دافعوا عن دينكم ووطنكم ومجتمعكم وقيادتكم، ولكن بعلم وعدل ووفق الأساليب المشروعة التي تجلب الخير وتزيل الشر، بعيداً عن الجهل أو الحديث في أمور لا يعرف الإنسان عواقبها".
وأكد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة، مثل وزارة الخارجية السعودية، فيما يتعلق بمواقف الدولة تجاه القضايا الدولية، والالتزام بتوجيهات القيادة الرشيدة التي تمتلك المعلومات الصحيحة وتعلم المصلحة الشرعية في اتخاذ المواقف.
وقال: وزارة الخارجية هي المصدر الموثوق للمعلومات المتعلقة بالعلاقات الدولية والسياسات الخارجية للمملكة العربية السعودية.
وشدد على أهمية التزام المواطنين بمواقف الدولة الرسمية، نظراً لامتلاك الجهات المختصة المعلومات الصحيحة والقدرة على اتخاذ القرارات بما يتوافق مع المصلحة الشرعية.
وأشار الشيخ الرضيمان إلى توجيه النبي محمد ﷺ بالالتزام بجماعة المسلمين وإمامهم، مؤكداً أن مخالفة مواقف الدولة تعني عدم الالتزام بهذا التوجيه النبوي.
وأضاف أن بعض الأمور، رغم استحقاقها للنقد، قد يؤدي التطرق إليها إلى إحداث ضرر على البلاد والدين والمجتمع، ما يستدعي الحكمة في التعامل معها.
واستشهد بقول الله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ” (الأنعام: 108) موضحاً أن بعض الأشخاص ينشرون مقاطع ويتحدثون في أمور لا يدركون عواقبها، مما قد يسبب ضرراً أكثر من النفع.
ودعا إلى التحلي بالعقل والتأني، والالتزام بالحق، مؤكداً أن ذلك خير من الانخراط في الشر والفتن والقال والقيل الذي يضر ولا ينفع.
واختتم الشيخ "الرضيمان" حديثه بالتأكيد على أن الحكمة تقتضي ترك النقد إذا كان سيؤدي إلى شر أكبر، مشيراً إلى قول الله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ” (الأنعام: 108)، داعياً إلى التأني والتعقل في الحديث عن الأمور التي قد تضر ولا تنفع.