قال الكاتب والمستشار الإعلامي جيلاني الشمراني، إن كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في افتتاح قمة جدة للأمن والتنمية، أكدت "النهج المتوازن" للمملكة؛ لتحقيق التنمية المستدامة وفقًا للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس.
وأضاف "الشمراني" لـ"سبق": أن ذلك يأتي للحفاظ درجة حرارة الأرض، وضرورة تفعيل الطاقة المستدامة الآمنة، ومنع الانبعاثات الكربونية، وضرورة تعامل جميع الدول مع هذا الأمر بواقعية ومسؤولية.
وتابع "الشمراني" قائلاً: إن الشرق الأوسط اليوم ودول الخليج والمملكة خصوصًا مع مصادر الطاقة الرئيسية ترى بأنه لا يمكن تحقيق توازن بيئي مستدام من دونها، ويجب عدم تجاهل الدول المصدرة للطاقة.
ولفت إلى أن سمو الأمير محمد بن سلمان أشار بكل وضوح بقوله "إن تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة سيؤدي لتضخم وارتفاع في أسعار الطاقة".
وأوضح قائلاً: هنا رسالة بأنه لا يمكن تجاهل الشرق الأوسط لأهميته، وما ينتج عن ذلك من مشكلات أمنية اجتماعية خطيرة تسهم في ازدياد الفقر، والجرائم، والتطرف، والإرهاب.
وواصل قائلاً: إن سمو ولي العهد أكد أن نمو الاقتصاد العالمي لا يكون إلا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة، وقد تبنّت المملكة نهجًا متوازنًا للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون، بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي، لذلك تعتبر المملكة من الدول الرئيسية التي يجب العمل معها في هذا الشأن، ولا يخفى على الجميع ارتباط الاستقرار والأمن بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، الذي يؤثر بشكل مباشر وسلبي على البيئة وأمن المنطقة.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تهتم بالأمن البيئي وقد أطلقت مبادرة "السعودية الخضراء" التي تعتمد على زيادة الغطاء النباتي وأهمية ذلك على المناخ.
كما أطلقت مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" والتي تتبنى نفس النهج بزيادة التشجير ومكافحة التصحّر، وانعكاس ذلك على درجات الحرارة، إيمانًا بدورها لدعم تلك الجهود محليًا ودوليًا، وهذا ما أكد عليه الرئيس "بايدن" برؤية أمريكية جديدة تعطينا أملاً بأن هناك سياسة جيدة تتبعها القيادة الأمريكية تقوم على احترام سيادة كل دولة ومنها دولة فلسطين، وربط ذلك بالأمن الغذائي وأمن الطاقة والمناخ، وتأثيره المباشر على سلاسل الإمدادات الكافية.
وأوضح "الشمراني" أن سمو ولي العهد، أرسل رسالة مهمة في حديثه وهي "أن يحترم العالم رسالتنا وقيمنا التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها".
وقال: هذه تبين أن الانسلاخ من القيم لا يحقق التطور ولا يضمن التقدم نحو بيئة نظيفة آمنة؛ بل بالعكس تمامًا، فإن أي دولة لا تحافظ على رسالتها وقيمها لن تستطيع التقدم، ولو تقدمت فستكون بلا هوية منعدمة الثقافة، وما أوضحه الأمير محمد بن سلمان، يؤكد اعتزازنا بهويتنا وقيمنا، وأهميتها لبناء أوطاننا وتحقيق رؤانا ومستقبلنا.