أكد مدير عام المركز السعودي لسلامة المرضى الدكتور علي بن طالع عسيري، الاثنين، أن الهدف الأسمى من وراء استضافة منطقة القصيم فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لسلامة المرضى، أن تكون مثالاً صحيًا يحتذى به في المنظومة الصحية لبقية المناطق.
وقال "عسيري": إن المؤتمر يعقد هذا العام، تحت شعار "تمكين المرضى والممارسين"، مؤكدًا أنه يحظى بالكثير من الدعم من أمير المنطقة، لتحقيق أهدافه العامة.
وينظم المؤتمر الدولي في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة، خلال الفترة من 2- 4 ديسمبر الجاري، وبحضور نخبة من الخبراء والمختصين من داخل المملكة وخارجها؛ بغرض تبادل الخبرات والمعارف والتجارب المتاحة، لتحسين وتعزيز ثقافة سلامة المرضى في المؤسسات الصحية.
وقال عسيري لـ"سبق": إن المؤتمر يعتبر أحد الفعاليات التي ينظمها المركز؛ لنشر التوعية، فيما يخص سلامة المرضى، من قبل الممارسين الصحيين في القطاع الصحي بشكل خاص، وكذلك أفراد المجتمع بشكل عام.
وأضاف: "نحن نؤمن في المركز بأن أي نظام صحي، لا يمكنه أن ينجح ويحقق أهدافه، إلا بإشراك المرضى والأسر والممارسين الصحيين وأفراد المجتمع في تحقيق الأهداف الصحية التي ينبغي على الجميع الالتزام بها، وهذا الشعار يتواكب مع جهود منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها لسلامة المرضى الذي أقيم في شهر سبتمبر الماضي".
وقال "عسيري": "شرفنا بدعم ورعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز للمؤتمر، إذ حرص على أن يقام في منطقة القصيم.
ولذلك لا أستبعد أن تكون منطقة القصيم، مثالاً يُحتذى لبقية المناطق في برامج رعاية المرضى وسلامتهم، ورعاية الأمير فيصل للمؤتمر، باعتباره الحاكم الإداري، تعني تسخير إمكانات المنطقة لدعم هذا المؤتمر".
وأوضح، أن فعاليات المؤتمر تستهدف الممارسين الصحيين، عبر تحفيزهم على تفعيل كل البرامج والنصائح التي تساعد المريض على الشفاء والرفع من معنوياته، ومنها على سبيل المثال، تحفيز الممارس الصحي على ضرورة الاستماع إلى المريض، وأخذ رأيه في أي خطوة علاجية.
وأضاف، أنه لذلك يهدف المؤتمر، إلى إطلاع الممارس الصحي على كل التوصيات التي ينبغي أن يلتزم بها أثناء أداء عمله، والتي تصب في الوقت نفسه في صالح المريض.
وواصل "عسيري" قائلاً: "إننا منذ 6 أشهر مضت، ونحن نستعد لهذا المؤتمر، ووجدنا كل الدعم والحماس من الجهات المعنية، وعلى رأسها المديرية العامة للشؤون الصحية في القصيم؛ إذ حرص الجميع على إقامة مؤتمر ناجح، ولذلك كان هناك تنسيق فعال، وتوأمة مشتركة بين الأطراف المختلفة، وهذا الأمر سيتوج بنجاح كبير للمؤتمر بإذن الله".
وأشار "عسيري" إلى أن المؤتمر يشتمل على 37 متحدثًا من السعودية وبقية دول العالم.
وقال: "هناك أيضًا 24 محاضرة، وست ورش عمل، تشدد على دقة التشخيص الصحي للمريض، وتمكينه والممارس الصحي، واستخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي في مراحل العلاج".
وأشار إلى أن سلامة المرضى لا تنحصر على عيادة المريض، وغرفة التنويم فقط، بل هي ثقافة، تبدأ من المنزل والمدرسة وأفراد الأسرة، الذين عليهم التعامل السليم والصحيح مع المرضى.
وأوضح، أن المريض يمكن أن يساعد في سرعة الشفاء، عندما يتعرف على أسس تعاطي الدواء في أوقاته المحددة وبجرعاته الموصى بها، مع الالتزام التام بتعليمات الطبيب، وعدم مخالفتها، مبينًا أن هذا يساعد في سرعة شفائه.
وذكر أن خير مثال على أهمية تمكين المريض، تتجسد في مريض السكر، الذي عليه أن يلتزم بحزمة تعليمات صحية مهمة، تساعده على تجنب مضاعفات المرض والتعايش معه".
وتطرق "عسيري" إلى تجربة المملكة في التعامل مع جائحة كورونا، فيما يخص سلامة المرضى، وقال: إن "المملكة سبقت دول العالم في هذا المجال، من خلال آليات وبرامح صحية دقيقة، ساعدت في الحد من انتشار الفيروس".
وتابع قائلاً: "إن الجائحة ساهمت في تفعيل إدارة الأزمات، وكيفية إدارتها، كما ساهمت في احترافية إيصال الرسالة الصحية إلى المستهدفين في وقت قياسي ومناسب، ومن هنا أستطيع التأكيد على أن أزمة كورونا، رغم أنها كانت صعبة على الجميع، إلا أننا خرجنا منها بمكاسب كبيرة في تعزيز البرامج الصحية والوقائية وإدارة الأزمة بشكل احترافي، وهذا يصب في سلامة المريض".
وقال "عسيري": "نجاح المؤتمر، لا يُقاس بتنظيم فعالياته وترتيبها وتنوعها بشكل احترافي أو مهني، ولكن يكمن في تأثيراته الإيجابية وتوصياته على المنظومة الصحية، من حيث تمكين المريض والممارس الصحي.
وأيضًا ضرورة أن يتعرف الطرفان على آليات وتعليمات تسهم في تعزيز سلامة المريض، ولذلك ستتركز توصيات المؤتمر على تفعيل آليات تحسين سلامة المرضى على مدار الرحلة العلاجية.
وأوضح، أن ذلك سيتم من خلال عقد شراكات مع القطاعات الصحية في القصيم، معتبرًا أن هذا سيجعل القطاع الصحي في القصيم، مثالاً يحتذى به في القطاعات الصحية الأخرى.