"اللؤلؤي وذيل الثعلب".. مستقبل واعد لزراعة "الدخن" في عسير يدفعه تاريخ طويل

"إبراهيم": يتنامى سوقه بالمنطقة ويتوقع زيادته على 1000 طن سنوياً مع حلول 2030
"اللؤلؤي وذيل الثعلب".. مستقبل واعد لزراعة "الدخن" في عسير يدفعه تاريخ طويل
تم النشر في

تزخر منطقة عسير ببيئات متعددة أسهمت في تنوع المحاصيل الزراعية ومنها "الدخن" والذي يُزرع منذ مئات السنين في المنطقة؛ حيث يتمتع بخصائص متنوعة وقيمة غذائية غنية أهلته ليكون مصدر غذاء مستدام.

ويمثل الدخن 3% من تجارة الحبوب في العالم، مما يجعله فرصة اقتصادية مهمة تساعد على إيجاد فرص إضافية لصغار المزارعين من خلال تشجيع استهلاكه وإنتاجه.

ويشير الخبير الزراعي الدكتور سليمان إبراهيم إلى أن الدخن يشتهر بأربعة أنواع وهي "اللؤلؤي، وذيل الثعلب، و بروسو، والصغير"، وتحل مواسم زراعته في منطقة عسير حسب تتبع الدورة المناخية فيأتي موسم زراعته عادة مع نهاية فصل الربيع وبداية الصيف، حيث تكون الأرض قد استقبلت الأمطار التي تساعد على نمو النباتات، فيما يكون موسم الحصاد منذ أواخر الصيف إلى منتصف الخريف مع نضوج الحبوب وجاهزيتها للحصاد.

وأضاف: الدخن هو أحد الحبوب التي تُزرع في العديد من البلدان حول العالم، وفي السعودية يمكن أن يكون لزراعته فوائد اقتصادية متعددة عبر الإسهام في تنويع المحاصيل الزراعية، مما يُقلل من الاعتماد على المحاصيل التقليدية ويزيد من الأمن الغذائي، إضافة للاستفادة من الأراضي القاحلة؛ نظرًا لتحمل "الدخن" الجفاف مما يدعم زراعته في الأراضي التي قد لا تكون مناسبة لمحاصيل أخرى، مما يُحسن استخدام الأراضي، وتعزيز القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي المحلي.

وقدرت دراسة للدكتور سليمان إبراهيم، حجم سوق "الدخن" في منطقة عسير في عام 2022 بنحو 838 طناً، متوقعة أن يتنامى الإنتاج مع الدعم الحكومي لهذه الزراعة ليصل في عام 2030 إلى ما يزيد على 1000 طن سنوياً.

وشهدت منطقة عسير خلال شهر ديسمبر الماضي إقامة أول مهرجان عن زراعة الدخن وذلك بمحافظة بارق (120 كلم شمال غرب مدينة أبها) شارك فيه أكثر من 300 مزارع وأكاديمي من المختصين في المجال الزراعي، ناقشوا آليات تطوير زراعة الدخن في بارق ومنطقة عسير بشكل عام.

وتسرد المزارعة "أم محمد" التي شاركت في المهرجان في حديثها لـ"واس" طرق زراعة الدخن قديماً، حيث تبدأ بحرث الأبقار للمزارع ثم نثر حبوب الدخن بشكل مستقيم ثم متابعتها على مدار 3 أشهر ثم حصدها بتعاون بين أهل القرية وفركها باليد أو دوسها بالثيران لتخرج الحبوب صافية من العذوق ليتم نشرها في مساحة مسطحة من الأرض حتى تجف، ثم تتم عملية "الذري" لتصفية الحبوب من أي شوائب ثم تطحن على الرحى لتكون جاهزة للطهي إما على شكل خبز أو عصيدة أو عركها مع إضافة بعض السمن والحليب الطازج.

من جهته، أوضح أستاذ البيئة وعضو بيت الخبرة الاستشاري للاستشارات والدراسات البيئية و الزراعية في جامعة الباحة الدكتور نجيب الصغير أن الدخن يعد من أهم خمسة محاصيل في العالم ومن محاصيل المستقبل المهمة لمقاومته لمعظم الآفات والأمراض الزراعية مع تكيفه بشكل جيد مع البيئة القاسية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في آسيا وأفريقيا، مما يجعل له دوراً حاسماً في مكافحة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، حيث يعد من المحاصيل ذات القيمة الغذائية العالية لاحتوائه على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن، ومصدرًا جيدًا للطاقة.

وأكد خبير المحاصيل بالمركز الوطني للزراعة العضوية في وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور بشرى إبراهيم الأمين، أن الدخن يحتاج إلى جو دافئ خلال فترة الإنبات والنمو والنضج وتتراوح درجة الحرارة بين 20-40°م، حيث يعطي أفضل إنتاج في معدل درجة حرارة من 25-30°م، لكن ارتفاع درجة الحرارة عن معدل 40°م خلال فترة التزهير يؤدي الى ظاهرة عدم الاخصاب، فكلما ارتفعت درجة الحرارة أدى ذلك الى إنتاج حبوب غير مكتملة النضج خفيفة الوزن، مع أهمية أن تكون التربة رملية أو طينية أو مزيجية جيدة التصريف.

ويمتاز "الدخن" بمقاومته للجفاف، وينجح في المناطق ذات معدل أمطار 200-300 ملم سنوياً، ويرتفع إنتاجه للحد الأعلى إذا توفرت له رطوبة معتدلة، وتصل كفاءته في استخدام الماء إلى 1.04 كيلوجراماً من الحبوب لكل متر مكعب من الماء إلا أنه لا ينمو جيدًا في الأراضي الغدقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org