تنطلق غداً.. قمة الجزائر.. بداية تعزّز لمّ الشمل العربي والبحث عن حلول لقضايا المنطقة

تنطلق غداً.. قمة الجزائر.. بداية تعزّز لمّ الشمل العربي والبحث عن حلول لقضايا المنطقة
تم النشر في

تسود حالة من التفاؤل والأمل أوساط المسؤولين والسياسيين والمحللين بشأن النتائج المرجوة من القمة العربية المزمع انطلاقها غداً في الجزائر.

وأجمع كثيرون على أن تلك القمة ستشهد توافقاً وتنسيقاً عربياً استثنائياً في كثيرٍ من الملفات المهمة، إلى جانب التأكيد على أهمية التوصل إلى حلول سريعة بشأن القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين.

ورغم حالة التفاؤل المنتشرة، إلا أن هناك أصواتاً لم تؤيد نبرة التفاؤل بشكلٍ كامل، وأشارت إلى أن القضايا العربية في حاجة إلى عدة قمم للتعامل معها ومعالجتها.

وتتوجه أنظار الشعوب العربية، صوب العاصمة الجزائر، لرصد ما ستسفر عنه القمة التي ستُعقد في ظروف عالمية وعربية وإقليمية وُصفت بأنها بالغة التعقيد، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة القمة على إيجاد حل للقضايا العربية والإقليمية العالقة، وقدرتها على تجاوز تحديات كبيرة، وظروف معقدة، تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن وضع عالمي مضطرب بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعياتها وأزمة الطاقة.

لمّ الشمل

ومن الآراء المتفائلة، ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، عقب استقباله رئيس جمهورية الجزائر عبدالمجيد تبون، إذ قال إن القمة "ستكون فعلاً قمة لمّ الشمل".

وأضاف، إن مقابلة تبون اتسمت "بالحماس والولاء للوطن العربي، والرغبة الأكيدة في تحقيق نجاحٍ كاملٍ لهذه القمة، التي تؤشر على أنها ستكون فعلا "قمة لم الشمل".

وأعرب أبوالغيط عن أمله في أن تنتهي الاجتماعات القادمة للمندوبين الدائمين ثم وزراء الخارجية العرب إلى "التوافق الكامل الذي نرصده حالياً"، مضيفاً أن الجزائر ستكون في عرس يومي 1 و2 نوفمبر المقبل بحضور عددٍ كبيرٍ من القادة العرب".

وأشار أبوالغيط إلى «ما يمكن أن تمثله القمة المقبلة من نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك»، مؤكداً «يتطلع الرأي العام العربي لأن تكون قمة الجزائر هي بالفعل قمة للمّ الشمل العربي في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية والأزمات الضاغطة التي تفرضها الأوضاع العالمية".

مشكلات تقليدية

وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن «كل هذه التطورات تدفع في اتجاه قاعدة حلول عربية للأزمات العربية»، لافتاً إلى أن «الحكم على نجاح القمة من عدمه، يتوقف على كيفية تعاطيها مع المشكلات التقليدية، وهل ستتخذ منها مواقف جديدة، أم ستكرّر القرارات التي صدرت عن قمم سابقة في ملفات سوريا وليبيا والعراق واليمن في فترة ما بعد الربيع العربي؟".

ويشير هريدي، إلى «تحديات جديدة طارئة على أجندة قمة الجزائر»، لا سيما الأوضاع الاقتصادية والأزمات المالية التي تعصف باستقرار دول عربية مثل لبنان، والأزمات المتعلقة بالأمن الغذائي، وارتفاع أسعار البترول نتيجة تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية". ويقول إن "الأنظار تترقب ما سيقدمه القادة العرب من حلول لهذه الأزمات الطارئة".

الأطراف المتسارعة

ورغم الآمال المُعلقة على القمة العربية المقبلة، إلا أن السياسي والحقوقي الجزائري، محمد آدم المقراني، أكّد أنه «لا يمكن لقمة عربية واحدة أن تنجح في إيجاد حلول لأكثر من عقد من جمود العمل العربي المشترك»، متوقعاً أن تشهد القمة المقبلة تركيزاً على قضايا بعينها من بينها «دعم جهود المصالحة الفلسطينية التي انطلقت في الجزائر، مع تسليط الضوء على تقريب وجهات النظر في الشأن الليبي بين مختلف الأطراف المتصارعة، وربما محاولة إقناع الدول الأعضاء بقبول عودة سوريا إلى مقعدها بعد عشرية من الغياب عن القمم العربية".

وأكمل المقراني، في تصريحاتٍ للشرق الأوسط «سيتم تجنب القضايا موضع الخلاف بين أعضاء جامعة الدول العربية، لا سيما ما يتعلق بالحرب في اليمن، والخلافات المغاربية بين تونس والجزائر من جهة، والمغرب من جهة أخرى».

القضية الفلسطينية

من جانبه، لا يعلق الدكتور عبدالفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية في المغرب، آمالاً كبيرة على قدرة القمة العربية على حل الخلافات العربية. ويقول للشرق الأوسط إنه «لا يتوقع تمثيلاً دبلوماسياً رفيعاً في القمة، بالنظر إلى الظروف التي باشرت فيها الجزائر الإعداد للقمة»، مشيراً إلى أن «الجزائر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتسعى من خلال القمة إلى أن تكون دولة رائدة في الملف الفلسطيني العربي».

جمع العرب

ويقول الكاتب السياسي خالد عمر بن ققة "تشهد الساحة العربية، قضايا كثيرة مطروحة للنقاش في القمة، لكن المؤكد عدم صدور أي قرار يحمل غدراً أو طعناً ضد أي دولة عربية من الجزائر، أي أن القمة المقبلة إذا عجزت عن جمع العرب حول موقف موحد، فهي من المؤكد لن تزيد في تفرقتهم، ولن تعمّق خلافاتهم، ولن ترهن مصيرهم بالآخر، كما حدث في قمم كثيرة خلال العقود السبعة الماضية".

وأضاف ابن ققة، نقلاً عن مقاله في صحيفة المصري اليوم "الجزائر في خطابها الرسمي تعمل جاهدةً من أجل انجاح القمة على المستويين التنظيمي والبرامجي، إن جاز التعبير وفي هذا السياق، يمكن قراءة جمع الفصائل الفلسطينية خلال الأيام الماضية، وذلك تجنُّبًا لخلافات تتعلَّق بمصير القضية الفلسطينية، وتفادي حدوث خلافٍ أو صدامٍ بين قناعة دول عربية كثيرة بالتطبيع مع إسرائيل وبين دول أخرى رافضة، وبين بقاء دول ثالثة في محطة الانتظار.

مستوى الرؤساء

رغم أن الجزائر تبذل جهداً كبيراً من أجل نجاح القمة، استبقته بمبادرة للمصالحة الفلسطينية كما يرى وزير الاعلام والثقافة الأردني السابق سميح المعايطة، إلا أنه بدا متشائماً أثناء حديثه من إمكانية حل الملفات المتراكمة والشائكة التي أمامها، معتبراً أن اللقاء العربي يبقى مهماً رغم كل شيء.

وقال المعايطة، في تصريح ليورونيوز: "إن أول تحد تواجهه القمة هو مستوى الحضور، فإذا كان على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء فهذا إيجابي".

ويؤكّد المعايطة، أن التحدي الآخر هي الأزمات التي وصفها بـ"الراكدة" في العالم العربي، كالملف السوري، حيث إن العرب لم ينجحوا في الاتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهذا يعني أن هذا الملف سيظل معلقاً، لأن مفاتيحه أصلاً بيد دول أخرى مثل إيران والولايات المتحدة وروسيا وتركيا.

وأكمل المعايطة، يقول "إن بعض الملفات يمكن أن تخطو فيها الدول العربية خطوة، كالتغير المناخي والأمن الغذائي".. متسائلاً في ذات الوقت عمّا يمكن أن تفعله القمة مثلا بالقضية الفلسطينية مع وجود حكومة إسرائيلية لا تريد التفاوض وانشغال أمريكي بالحرب في أوكرانيا.

أما الكاتب السعودي الدكتور حمدان الشهري، فقال "التهديد الأكبر للمنطقة والدول العربية هو التدخل الخارجي وعدم امتلاك بعض الدول القرار السياسي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org