دعت اللجنة الإسلامية للهلال الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر واللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، إلى إحياء مناسبة يوم القانون الدولي الإنساني والذي يوافق التاسع من مايو بتنظيم الندوات التوعوية من أجل احترام هذا القانون في جميع حالات تطبيقه والعمل على قمع انتهاكاته.
واسترشدت اللجنة في بيانٍ أوردته لـ "سبق" بشأن ذلك بأحد المبادئ الإنسانية الواردة في اتفاقية اللجنة الإسلامية للهلال الدولي الصادرة عام 1982م، وهو "مبدأ الكرامة الإنسانية"، الذي يدعو إلى أن تحرص اللجنة على أن الكرامة الإنسانية بمقوماتها الروحية والأخلاقية تعتبر مطلباً أساسياً لعلاقات إنسانية أفضل، تستمد صلابتها من توافر عناصر الاحترام والمحبة والخير للبشر جميعاً".
وتحقيقاً لهذه الدعوة، فقد أصدرت الدورة الثلاثون للجنة الإسلامية للهلال الدولي توصية باعتماد يوم وطني للقانون الدولي الإنساني في دول منظمة التعاون الإسلامي، تخليداً لما أمر (الرسول صلى الله عليه وسلم)، وأوصى بها الخليفة أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) التي صدرت بتاريخ 14 صفر من عام 11 هـ، المصادف ليوم (9 مايو في تلك السنة)، والتي أوصي بها قائد الجيش الإسلامي أسامة بن زيد رضي الله عنه، والذي كان متجهاً إلى محاربة الروم عام 634م، واعتبار هذه الوصية الخالدة أول وثيقة وجهت للمقاتلين تضمنت قواعد المعاملة الإنسانية في وقت الحرب، وقدمت هذه التوصية إلى الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقدة في الكويت يومي 27-28 مايو 2015م، واعتمدت بموجب القرار رقم 41/1 ICHAD فقرة 20و21 " بالموافقة على تحديد (يوم 9 مايو من كل عام) يوماً للقانون الدولي الإنساني على مستوى دول منظمة التعاون الإسلامي.
وعبرت اللجنة عن أسفها لمواكبة إحياء ذكرى يوم القانون الدولي الإنساني 9 مايو 2024م، في دول المنظمة مشاهد ارتكاب انتهاكات إسرائيلية خطيرة للقانون الدولي الإنساني، شملت جريمة الإبادة الجماعية، وجريمة ضد الإنسانية وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية والعقوبات الجماعية في الحرب على غزة، التي ترتكبها قوات الاحتلال الاستعماري في الحرب على غزة وفي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وتنفيذاً للقرارات الصادرة عن مؤتمرات مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة والقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني التي عقدت في نوفمبر 2023م بمدينة الرياض، والقمة الإسلامية الخامسة عشرة التي عقدت في مايو 2024م بمدينة بانجول- جامبيا، والتي دعت إلى إدانة العدوان الإسرائيلي والجرائم التي ترتكبها في الحرب على غزة.
وتوجهت اللجنة بنداء إنساني لمواجهة الكارثة الإنسانية الواقعة على قطاع غزة وأهله، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ حوالي سبعة أشهر، إلى كافة دول العالم والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإقليمية والدولية الإنسانية، إلى ضرورة التحرك لوقف جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الحرب على غزة، ودعت إلى حشد الجهود الدولية من أجل تنفيذ الإجراءات الاحترازية، التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، وبذل كافة الجهود للوصول الآمن للمساعدات الإنسانية الطبية والاغاثية، وتوفير المياه والكهرباء، وفتح ممرات إنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة دون عوائق.