عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ودولة السيد مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء في جمهورية العراق، في الديوان الملكي بقصر اليمامة بالرياض أمس جلسة مباحثات رسمية. وقد صدر بيان مشترك، فيما يأتي نصه:
انطلاقًا من الروابط والوشائج الأخوية والتاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق، وشعبَيْهما الشقيقَيْن، ورغبة في تطوير العلاقات على أسس ومبادئ راسخة، وفي مقدمتها الأخوّة العربية والإسلامية، وحسن الجوار والمصالح المشتركة، واستجابة لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، قام دولة السيد/ مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ 18 شعبان 1424هــ، الموافق 31 مارس 2012م.
وقد تم عقد جلسة مباحثات بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ودولة السيد/ مصطفى الكاظمي، رئيس مجلس الوزراء لجمهورية العراق، تناولت آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في المجالات كافة. كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقد أشاد الجانبان بنتائج اللقاء الذي جرى بين خادم الحرمين الشريفين ودولة رئيس مجلس الوزراء لجمهورية العراق عبر الاتصال المرئي بتاريخ 12 شعبان 1442هـ. وأكد الجانبان أهمية ما تم بحثه والتفاهم عليه أثناء ذلك اللقاء، خاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين السعودية والعراق، وتعزيز أعمال مجلس التنسيق السعودي - العراقي.
وأعربا عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدَين عزمهما على استمرار وتعميق أوجه التعاون والتنسيق بينهما بما يخدم المصالح المشتركة في مختلف المجالات، ولاسيما السياسية والأمنية والعسكرية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية.. مشيدَين بإنجازات المجلس التنسيقي العراقي –السعودي، وما تمخض عنه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وأهمية حث الوزارات والجهات المعنية من الجانبين للمتابعة وتفعيل جوانب التعاون بما يتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق تحقيقه من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الماضية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية أكد الجانبان حرصهما على التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها بين البلدين، وحث الوزارات والجهات المعنية في البلدين على بذل مزيد من الجهود لضمان سرعة إتمام تلك الاتفاقيات وتنفيذها.
كما أكدا استمرار التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديدًا لدول المنطقة والعالم، وذلك عبر تبادل الخبرات والتجارب بين الجهات والمراكز الأمنية المختصة في البلدين. واتفقا على المُضي بدعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي لبقايا تنظيم داعش الإرهابي. كما أكد الجانبان أهمية التعاون المشترك في تأمين سلامة الحدود بين البلدين.
واتفق الجانبان على الآتي:
تأسيس صندوق سعودي - عراقي مشترك، يُقدَّر رأسماله بـثلاثة مليارات دولار إسهامًا من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق بما يعود بالنفع على الاقتصادَين السعودي والعراقي، وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبَيْن.
التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي - العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق (أوبك +)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية.
إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين.
تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف.
تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق، وفي مختلف المجالات، وفي جهود إعادة الإعمار.
وقد ثمّنت جمهورية العراق مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي عُقد خلال المدة من 12 إلى 14 فبراير 2018م، وتعهداتها ومساهمتها فيه، وجرى الاتفاق على التنسيق بين الجانبين للاتفاق على سبل وأوجه الدعم المشار إليه. كما ثمّنت المبادرات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لجمهورية العراق في مجال مواجهة جائحة كورونا (كوفيد – 19). وأشادت جمهورية العراق بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين سيجري إطلاقهما قريبًا، وتعبّران عن توجُّه السعودية والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة تحقيقًا للمستهدفات العالمية، مع تأكيد العمل مع السعودية لكل ما يحقق لهاتَين المبادرتَين أهدافهما.
وتم توقيع اتفاقيات ثنائية، شملت (اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنوع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية).
كما تم توقيع مذكرتَي تفاهم وتعاون، شملتا (مذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، ومذكرة تعاون بين دارة الملك عبدالعزيز في السعودية ودار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق).
وعلى صعيد القضايا الإقليمية اتفق الجانبان على تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة إبعادها عن التوترات وأسبابها، والسعي المشترك لإرساء دعائم الأمن والاستقرار المستدام.
وشدّد الجانبان على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وحث جميع دول الجوار على الالتزام بمبادئ حسن الجوار، والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي هذا الإطار أكد دولة رئيس الوزراء العراقي دعم مبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن.
وأعرب دولة رئيس الوزراء العراقي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولحكومة السعودية، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.