أكدت القانونية بصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الجوهرة بنت فهد بن جغيمان، أن تاريخ العلاقات السعودية الفرنسية يعود إلى العام 1926، عندما أرسلت فرنسا قنصلاً مكلفًا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1932م، وتوالت خطوات تعزيز العلاقات، حيث دخلت مرحلة أكثر عمقًا عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لفرنسا عام 1967 ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديغول، مثلت تلك الزيارة دعمًا وتطورًا مستمرًا ليشمل مجالات عديدة تحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين .
وقالت: "عبر الزمن تطورت العلاقات السعودية الفرنسية بشكل كبير، وذلك بفضل الجهود المشتركة لتعزيز التعاون والتبادل بين البلدين، حيث كانت العلاقات السعودية الفرنسية تتمحور حول التعاون الدفاعي المشترك في العديد من المواقف تجاه الأحداث والقضايا الدولية، وتعززت العلاقات السعودية الفرنسية لتشمل العديد من المجالات المختلفة، ويأتي هذا التطور تماشياً مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في المملكة، وتوفير فرص اقتصادية واستثمارية جديدة".
وأضافت الحوهرة بنت جغيمان: "الحقيقة أن العلاقات السعودية الفرنسية تشهد العديد من الجهود المشتركة المثمرة في التعاون بمختلف المجالات، ومن بينها: التعاون الاقتصادي، حيث يعمل البلدان على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، في مجالات مختلفة، مثل الطاقة والصناعة والتكنولوجيا، والشراكة الدفاعية، حيث تتعاون السعودية وفرنسا في مجال الدفاع والصناعات العسكرية، والتعاون الثقافي، فيما يخص العلاقات الثقافية بين البلدين، فهي تشهد نموًا ملحوظًا، وذلك تزامنًا مع الحراك الثقافي السعودي الذي يفتح مجالات التبادل الثقافي والفني والأدبي بين البلدين، الشراكة الاستراتيجية، حيث تعد المملكة وفرنسا شريكين استراتيجيين مهمين، حيث يعملان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجالات مختلفة، مثل السياسة والاقتصاد والدفاع".
وأوضحت الحوهرة بنت جغيمان أن فرنسا تعتبر واحدة من الدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي، وتسعى المملكة إلى تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجالات متعددة، مثل التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والثقافة، ومن المتوقع أن تستمر العلاقات السعودية الفرنسية في التطور والتعزيز في المستقبل، خاصة مع تحولات الاقتصاد السعودي والجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا.
فالنهضة التي تشهدها المملكة فرصة كبيرة للشركات العالمية، ومنها الفرنسية للعمل في المملكة والمشاركة في هذا المشروع التنموي الكبير، وتجد فرنسا فرصة تعاون استراتيجي مهم مع المملكة في هذا الصدد، ولعل زيارة سمو ولي العهد تمثل عنوانًا مهمًا للحيوية السياسية التي تشهدها المملكة في ظل الظروف والتغيرات الدولية التي يشهدها العالم، والتي تتطلب صنع العديد من التحالفات والتعاونات مع مختلف القوى الدولية، فالمملكة وعبر تلك الرحلات المكوكية التي يقوم بها ولي العهد لدول مهمة في العالم تقدم نفسها كلاعب مهم في الحراك الدولي اقتصاديًا وسياسيًا، ولعل هذه الزيارة إلى باريس تعكس تلك المسارات المتقدمة التي تحققها السعودية على المستوى الدولي كدولة أصبحت ذات أهمية كبرى بالنسبة لمحيطها الإقليمي وفضائها الدولي.