نجح فريق جراحي في المخ والأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، في إنقاذ حياة سيدة أربعينية، عبر التدخل الجراحي الدقيق والعاجل لاستئصال ورم سرطاني ضخم في الرأس، يزن نصف كيلوجرام تَسبب في تآكل نصف عظم الجمجمة للجهة اليسرى من الرأس، في حالة تُعد من حالات أورام الدماغ النادرة.
وأكد استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور حمود الدهش، أن المريضة التي تبلغ 40 عامًا شُخّصت إصابتها بنوع شديد ونادر من أورام الغدة الدرقية يصنف بأنه ورم "عدواني"، انتشر على نحو سريع خلال شهرين إلى الدماغ بشكل ضخم؛ مما تسبب في تآكل نصف الجمجمة وتركز في الدماغ وأثر على حياة المريضة في الحركة والتركيز وشكل الرأس؛ مما استدعى إجراء تقييم فوري وحاسم تَقرر إثره التدخل الجراحي وفق منظومة متكاملة من الاحترازات والسيناريوهات الطبية المحتملة بسبب تعقيد طبيعة الحالة المرضية.
وأوضح الدكتور "الدهش" أن العملية كان يكتنفها تحديات عديدة نظرًا إلى أن المريضة كانت تعاني كذلك من مشاكل قلبية حادة؛ مما قد ينتج عنه توقف القلب في أي لحظة إضافة إلى احتمال عالٍ في حدوث نزيف كبير من أوعية الرأس أثناء الجراحة بسبب ضخامة الورم ومنطقة تمركزه.
وأضاف أنه تم تكوين فِرَق طبية متعددة التخصصات شملت 10 استشاريين في جراحة المخ والأعصاب، والتخدير، وأطباء وجراحين في القلب، والأشعة التداخلية، والتجميل، وعملت على وضع السيناريوهات المحتملة والتدخل الجراحي المناسب لتفادي أي تعثر في انسيابية الإجراء الجراحي الذي تم بنجاح من خلال استئصال الورم الذي كان يزن نصف كيلو جرام في عملية استغرقت 6 ساعات مع تفادي حدوث نزيف من الدماغ، إضافة إلى زرع عظم صناعي بديلًا لنصف الجمجمة المتآكلة؛ مشيرًا إلى أن المريضة تمكنت من مغادرة المستشفى خلال 48 ساعة وهي في صحة جيدة، وتتحرك بشكل طبيعي، وستتابع مراجعاتها الطبية لتلقي العلاج الإشعاعي كاستكمال لمنظومة العلاج المتخصص لمثل هذه الأورام.
وتابع الدكتور الدهش، أن نسبة الإصابة بهذه النوعية من أورام الغدة الدرقية شديدة التأثير وسريعة الانتشار نادرة عالميًّا، ويتطلب لإنقاذ حياة المريض السرعة والقدرة في إجراء التقييم الطبي والمعالجة الجراحية الفورية والتي تستلزم إمكانيات طبية رفيعة وكفاءات عالية التأهيل.