غيّب الموت، صاحب الابتسامة والأسلوب الجميل المذيع خالد اليوسف، الذي ساهم في بداية الإذاعة والتلفزيون عندما كان مبناها قديماً وكاميرا التصوير بحجم الرجل، وقد كان من أبرز مذيعي القناة السعودية الأولى في سنواتها الذهبية قبل عقود؛ حيث تقف زاوية #كانوا_معنا على محطات في حياته.
وقد لعب شغف "اليوسف" بإذاعة "صوت العرب" دوراً في إشعال وقوده في الإصرار على دخول هذا المجال؛ حيث كان يدرس نهاراً ويعمل ليلاً في الإذاعة والتلفزيون في سن مبكرة لم تتجاوز السادسة عشرة.
حياته وبداياته
ولد "اليوسف" بمكة المكرمة عام 1367هـ 1947م، وتلقى تعليمه في المعهد العلمي، ثم درس في قسم اللغة العربية، وبدأ الراحل مشواره الإعلامي في غرة رمضان من عام 1385هـ 1965م، وقد نال ثقة المسؤولين في الإعلام وعلى رأسهم عباس غزاوي مدير عام الإذاعة والتلفزيون آنذاك، بعد أن اجتاز اختبارات القبول في الإذاعة؛ حتى إن "غزاوي" الذي طالبه بقراءة عناوين الصحف عند الانتهاء ناداه بلهجته المحببة قائلاً: "الولد هذا ييجي منه".
أشهر برامجه
ومن أشهر برامجه، برنامج "ما يطلبه المستمعون"، وكان له أسلوب خاص في طريقة التقديم يتميز بها عن غيره، وبرنامج قراءة إحدى نشرات أخبار "البي بي سي" من لندن بدعم من منير شمة، وتقديمه نشرات الأخبار عبر تلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي.
مشاركاته
ويعتبر "اليوسف" أول مذيع يظهر على شاشة تلفزيون الدمام، بعد شهور قضاها خلف المذياع، كما أنه يعتبر أول الإعلاميين الواصلين للكويت بعد التحرير، ولا يُنسى أنه قدّم رسالة تلفزيونية مسجلة من مطار سراييفو في البوسنة في الوقت الذي كانت فيه الرصاصات الصربية تضرب حرم المطار.
من مواقفه الطريفة
ومن المواقف الطريفة، أنه دخل على "اليوسف" وزير الإعلام السابق جميل الحجيلان، وضيفه وزير الإعلام الإيراني؛ حيث كان على الهواء، ولارتباكه اختلطت الأوراق أمامه؛ فارتجل بجرأة، ولم ينتبه أحد لذلك، وهو ما أنقذه من مأزق كاد أن يلقي به خارج الإذاعة وهو لم يتجاوز الأسبوعين من بداية عمله.
وفاته
وفي يوم الخميس 18/ 11/ 1438هـ وعند الساعة الحادية عشر مساء، توفى "اليوسف" بعد معاناة مع المرض ودخوله المستشفى من، وقد نعاه زملاؤه ومحبوه عبر وسم #المذيع_خالد_اليوسف_في_ذمة_الله، والذي دشن يوم الخميس 10 أغسطس 2017م؛ حيث قال وزير الإعلام عواد صالح العواد: "نعزي المجتمع الثقافي والإعلامي في وفاة المذيع القدير خالد اليوسف، رحمه الله رحمة واسعة وعزاؤنا لأسرته ومحبيه".