ابتسم أنت في الرياض..!

ابتسم أنت في الرياض..!
تم النشر في
لا شك أن العاصمة (الرياض) تعيش أوج حركتها هذه الأيام بالذات؛ فمنذ بزوغ الشمس تنطلق قوافل الطالبين لـلقمة العيش في كل اتجاه، وليس غريباً أن تجد في طريقك العديد من الأجناس من مختلف اللغات، من دول الشرق والغرب، تختلف ثقافاتهم ودياناتهم، يبحثون عن الرزق في هذه العاصمة المكتظة بالسكان، والغارقة في الزحام من جراء الشوارع غير المهيأة لهذه الحشود، (وزود على ذلك) الحفريات التي تواجهك في كل بقعة من شوارعها..!!
 
بناء على هذه المعطيات وغيرها، التي سنأتي عليها لاحقاً في السطور التالية، لا بد لك لكي تتفادى الأمراض والضغط والسكر أن تبتسم، وأن تعتاد على الابتسامة وفي أحلك الظروف.. تمرن على زرع الابتسامة في طريقك؛ كون العيش في الرياض يتطلب منك أن تكون هادئ الأعصاب، مبتسماً حتى لو كنت تسير وحدك..!
 
فعند مراجعتك المرور ستجد من يرفع ضغطك، ويطلب منك المستحيل، وفجأة تسمع منه كلاماً غير منطقي وقوانين لأول مره تسمعها، وكأنك خارج السعودية برمتها، وتتساءل كيف اختلف النظام من شخص إلى آخر، ومن فرد إلى ضابط، ومن الميدان إلى أروقة المكاتب؟.. فلا بد لك أن تبتسم..!
 
وعندما يكون لديك عمل متعلق بالمحكمة أو كتابة العدل فتسلح بالابتسامة، وخذ معك "بندول"؛ فستجد العجب العجاب من الطلبات، وكمية الأوراق المطلوبة، التي ربما تصل إلى أن يقولوا لك من أنت، وأثبت لنا أنك على قيد الحياة، وأنك موجود..! وأحضر لنا شهوداً ومعرفين بأنك أنت فلان، وأنك حي تُرزق على قيد الحياة، وإذا أحضرت كل هذا بحثوا عن أوراق ومتطلبات جديدة، ربما تصل بهم إلى أن يقولوا لك أحضر لنا الوالدة لنتأكد أنك ابنها، وأنها ولدتك فعلاً.. فلا بد لك أن تبتسم تفادياً للجلطة..!
 
وعند زيارتك لأحد المستشفيات، وأنك عازم النية للدخول على الطبيب، أو اخذ موعد قريب، أو أن تجد سريراً لك أو لأهلك، فلا بد لك أن تبتسم؛ كون العملية أهون مما تتصور، ولا داعي لحضورك. فقط اتصل بهم يعالجونك في البيت، ويحجزوا لك مكاناً في المستشفى، ويتصلوا بك لتأكيد الحضور.. ومن حسن ورُقيّ تعاملهم يسألونك هل لديك سيارة أم نحضرها لك؟.. كل هذه الخدمات من "حبايبنا" في هذه المستشفيات تجعل منك رجلاً مبتسماً دوماً، "ولا تشيل هم علاجك" فأنت تحصل على خدمات صحية وعلاج مجاني أفضل ممن حصلوا على بطاقات تأمين واشتركوا في التأمين الصحي، فالحمد لله..!!
 
ويا صديقي، لا تغضب ولا تنزعج حين تزور مدرسة ابنك، أو تتصل بمدرسة ابنتك، أو تذهب المدام لابنتها في المدرسة، أو تطلع على مناهج أبنائك وكيفية تعامل المدرسة معهم.. فكل الأمور تبشر بالخير.. مدارس مفتوحة صحية نقية الهواء، مدرسون ومدرسات على أكمل وجه، ويحملون المؤهلات التربوية العالية، ومدارس "تفتح النِّفس" من بوابتها الخارجية إلى الفصول.. حتى التعامل من المدير ومجموعته.. فلماذا التجهم؟ وهذه الحالات تزداد كلما اتسعت رقعة البلد، وذهبت خارج العاصمة، فليست الأمور في المدن والقرى أسوأ "قصدي أفضل" من العاصمة الرياض، فكل البلاد تسير بهذا النحو من الرقيّ والشوارع النظيفة والمدارس النموذجية والمستشفيات الوفيرة بالأسرّة والعلاج.. وستجد التعاملات من قِبل الشرط والمرور والمحاكم والبلديات وقطاع الوزارات الخدماتية كافة وغيرها بهذا الأسلوب.. فلا تجعل من الجلطات رفيقاً لك، واتق الله في نفسك، ولا تغضب عند إشارات المرور وفن القيادة عند الغالبية والتجاوزات الخارجة عن المألوف والمنطق، فلديك أهل يريدون لك الصحة والعافية..
نَمْ قرير العين، وابتسم في كل الحالات..!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org