تعد آلام البطن المرتبطة بالقولون العصبي مشكلة مزعجة للكثيرين، خصوصًا أن الطب لم يقدم لها علاجًا فاعلاً؛ مما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لتجعله من الأمراض الشائعة في الكثير من دول العالم.
وتعد متلازمة القولون العصبي من اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة التي تصيب الأمعاء، ومن أعراضها تقلصات وألم في البطن وانتفاخ وغازات، وهي أحيانًا تكون حالة مرضية مزمنة، وإحدى المشكلات الطبية التي تؤثر على حياة المرضى.
وتتضمن المتلازمة أعراضًا مزعجة، فالمصابون بالقولون العصبي يعانون في العادة بسبب آلام في البطن وتغييرات في التغوط مثل التغوط غير المنتظم، وكذلك الإمساك أو الإسهال، إضافة إلى الأعراض الأخرى كانتفاخات البطن والقلق والاكتئاب.
وفي هذا المقال، سنستعرض أدوية ونصائح لعلاج هذا المرض، وفقًا ما أفاد به الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير في جامعة تورنتو بكندا، لـ"سبق"، قائلاً: "القولون العصبي هو حالة تؤثر على حياة الشخص وتؤدي إلى أعراض متعددة. ويمكن أن تكون متلازمة القولون العصبي مؤلمة، لكنها لا تؤدي إلى مشكلات صحية أخرى أو تلف بالجهاز الهضمي، فهو اضطراب مزمن، أي أنه يستمر لفترة طويلة، وغالبًا لسنوات، ومع ذلك، قد تظهر الأعراض وتختفي".
وأوضح "الذيابي": "بعد قضائي قرابة عام كامل في مراكز تخصصية بكندا، تعاملت مع حالات القولون العصبي بشكل رئيس، ثمة استراتيجيات سهلة يمكن للمرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي تجربتها للمساعدة في التعامل مع حالتهم المرضية، وأن تعديل العادات الغذائية وتخصيص وقت لممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط البدني والتحكم بالإجهاد عوامل قد تؤدي إلى تقليل حدة المرض ومباعدة تكرار نوباته الشائعة، كالانتفاخ والتشنجات والإسهال".
وأضاف: مع أهمية الحمية في العلاج إلا أن بعض الحالات تتطلب العلاج بالأدوية، التي تؤثر بشكل كبير على عضلات وأنسجة القولون، وليس لها تأثير إدماني كما يعتقد البعض.
وأشار إلى أنه من الأدوية المفيدة لعلاج أعراض القولون العصبي، مثل: ألم البطن، والإمساك، أو الإسهال، دون الحاجة إلى مسكنات الآلام الشهيرة، مثل: الفيرين والدسبتالين، وقد أثبتت هذه الأدوية فعالياتها وتشمل: Linaclotide, Plecanatide, Tenapanor, Eluxadoline، ولكنها لا تعالج القلق أو الاكتئاب، كما أنها لا تُسبب الإدمان؛ لأن تأثيرها الدوائي موضعي في القولون فقط، فلا يمتصها الجسم، ولا تتعارض مع الأدوية الأخرى، ومن المهم التشاور مع اختصاصي.
وتابع استشاري الجهاز الهضمي والمناظير من التساؤلات: هل يعالج دواء الدسبتالين القولون العصبي أم يُستخدم كمُسَكّن فقط؟ والإجابة عنه هو: دواء الدسبتالين والأدوية من المجموعة نفسها تُخفف من ألم القولون العصبي الناتج عن التقلصات، وليست علاجًا شافيًا، وبعض حالات القولون العصبي تتطلب علاجًا مستمرًا مشابهًا للأمراض المزمنة، وعلاجها لا يتم بالأدوية فقط بل يتطلب عادات يومية وروتينًا غذائيًا للتغلب عليها، ويعد زيت النعناع من الأدوية الأخرى المفيدة في تخفيف ألم القولون.
وأشار الدكتور عبدالله إلى أن القولون العصبي يرتبط باضطرابات المزاج والقلق والاكتئاب فهو من المشكلات الصحية المصاحبة للقولون العصبي، حيث يُصاب به أقل من 40 % من المصابين بالقولون العصبي، ولا تحدث بسببه فقط، فبعض الأشخاص يعانون بسبب القلق والاكتئاب دون وجود قولون عصبي، بينما يعاني البعض الآخر بسبب قولون عصبي من دون قلق أو اكتئاب.
ولفت إلى أن هناك ارتباطًا قويًا بين متلازمة القولون العصبي وحالات الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب والتوتر، والأشخاص الذين يعانون بسبب متلازمة القولون العصبي يشعرون بالخوف باستمرار من التعرض لهجوم القولون العصبي، مما يتسبب في تغيير عاداتهم الغذائية بشكل جذري، وهذا بدوره يخلق دائرة من القلق والتجنب وفرط الحساسية .
وتابع بالقول: من الأمور الشائعة القول إن مكملات الإنزيمات الهاضمة تعالج الإمساك والانتفاخات والغازات، وهذا غير صحيح علميًا، فلا توجد توصيات علمية تنصح بهذه المكملات، وهذه المشكلات لها طرق علاجية مثبتة علميًا، ونحن كأطباء جهاز هضمي نلتزم بها مع عدم الحاجة إلى الإنزيمات الهاضمة.
وفي ختام حديثه لـ"سبق" قال الدكتور عبدالله الذيابي إن الأدوية تؤدي دورًا مهمًا في إدارة القولون العصبي، وتبقى الحمية السليمة وتغييرات نمط الحياة من الأمور الأساسية في العلاج والوقاية من تفاقم الأعراض. ولتحسين جودة الحياة وتخفيف المعاناة يُنصح بمراجعة الطبيب المختص؛ للحصول على خطة علاجية شاملة، تتضمن الأدوية المناسبة، والتغذية الصحيحة، وممارسة الرياضة.